مدونة " داماس بوست"

في ذكرى مقتله… كيف اغتيل قاسم سليماني… و ما هو دوره في سوريا؟

 

مرت 3 أعوام منذ إعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن قيامها باغتيال قائد فيلق القدس، قاسم سليماني ومعه نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس.

كيف تمت عملية الاغتيال؟

آنذاك تكتمت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) على كيفية سير العملية بحد ذاتها عندما ذكرت في 3 كانون الثاني/ يناير عام 2020 في بيان، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أصدر الأمر بـ”قتل” الجنرال الإيراني قاسم سليماني.

وبعدها أعلنت وسائل إعلام أمريكية أن العملية تمت بطائرة أمريكية مسيرة استهدفت موكبًا مؤلفًا من مركبتين تضمان قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، على طريق مطار بغداد الدولي.

وقتل في الهجوم أبو مهدي المهندس، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي وهو تحالف لفصائل مسلّحة موالية بغالبيتها لإيران وتم دمجها ضمن قوات الأمن العراقية.

ويشبه هذا النمط من اغتيال العسكريين الأجانب أسلوب جيش الاحتلال الإسرائيلي أكثر من الطريقة التي يتبعها العسكريون الأميركيون، الذين عادة ما يخططون لعمليات دقيقة تنفذها قواتهم الخاصة عندما يريدون القضاء على المطلوبين مثل “أسامة بن لادن” أو كما حدث مع زعيم تنظيم “داعش” أبو بكر البغدادي.

لماذا تم اغتيال سليماني؟

كانت الولايات المتحدة قد صنّفت سليماني إرهابيًا عالميًا في العام 2011. وفي نيسان/أبريل 2019، اتخذت الولايات المتحدة خطوة غير مسبوقة بتصنيف فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية أجنبية، وهي المرة الأولى التي يتم فيها تصنيف فرع من فروع حكومة أخرى بهذا التصنيف.

في حين أنّ الولايات المتحدة كانت تتعقب عن كثب تحركات سليماني، لشهور وكان بإمكانها قتله قبل ذلك بفترة طويلة. وذكر البنتاغون أنّ “الجنرال سليماني كان يعمل بكدّ على وضع خطط لمهاجمة دبلوماسيين وجنود أمريكيين في العراق وفي أنحاء المنطقة”.

من هو قاسم سليماني؟

ولد قاسم سليماني يوم 11 آذار/ مارس من العام 1957، في بلدة رابور في محافظة كرمان في إيران، لأسرة تعتاش من الفلاحة.

وفي العام 1980، التحق بالحرس الثوري الإيراني ليشارك في الحرب العراقية – الإيرانية، وقاد فيلق “41 ثأر الله”، وهو في العشرينيات من عمره.

وجرت لاحقًا ترقيته حتى أصبح واحدًا من بين عشرة قادة إيرانيين مهمين في الفرق الإيرانية العسكرية المنتشرة على الحدود.

وواصل قاسم سليماني تقدمه في الحرس الثوري، إذ تولى في تسعينيات القرن الماضي قيادته للحرس الثوري في محافظة كرمان الحدودية مع أفغانستان، وتولى آخر منصب له في العام 1998، عندما عين قائدًا لفيلق القدس في الحرس الثوري خلفًا لأحمد وحيدي.

دور سليماني في سوريا

منذ مطلع الثورة السورية عام 2011، بدأ سليماني بزيارة دمشق بشكل دوري، ووفق تقارير استخباراتية أمريكية فقد كان يدير المعارك بنفسه، بهدف بقاء نظام الأسد على رأس السلطة، مع مجموعة من القادة متعددي الجنسيات كقادة في”حزب الله” الإرهابي وقوات شيعية عراقية وآخرين استطاعوا بدعم روسي السيطرة على معظم المناطق السورية من أيدي الفصائل الثورية، كما قدّم سليماني عام 2012 الدعم لقوات النظام في معاركها ضد فصائل المعارضة.

وفي كلمة لسليماني أمام مجلس الخبراء الإيراني عام 2013 قال: إن “سوريا هي خط الدفاع الأول للمقاومة، وهذه حقيقة لا تقبل الشك”.

كان لسليماني دور في تنظيم وتنسيق العمليات العسكرية في سوريا لمساعدة حكومة النظام في استعادة المناطق كدوره في استعادة مطار كويرس العسكري شرقي حلب في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2015.

ونقلت تقارير إعلامية في تشرين الأول/ أكتوبر عام 2015 عن قائد فيلق القدس قاسم سليماني إرساله قوات شيعية إلى سوريا للمشاركة في معركة حلب التي انطلقت حينها.

وذكر “المجلس الوطني” للمقاومة الإيرانية في أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2015 أن قائد “فيلق القدس” قاسم سليماني، أصيب بشظايا في عدة نقاط بجسمه، خلال معارك ريف حلب، موضحًا أنه أسعف إلى دمشق عبر طائرة هليكوبتر، تابعة لـ”الحرس الإيراني” وبعد تلقيه الإسعافات الأولية نقل مباشرة إلى مستشفى  في شارع “ملا صدرا” بطهران، حيث خضع لعمليتين جراحيتين على الأقل.

وأصيب سليماني في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، خلال المعارك الدائرة مع فصائل معارضة قرب تلة العيس جنوبي حلب، إثر تعرض السيارة التي كان يستقلها إلى قصف، وذلك خلال إشرافه على عمليات الحرس الثوري وقوات النظام.

كما توجه إلى سوريا بعد ارتفاع حدة المعارك في حلب في حزيران عام 2016.

وفي لقاء أجرته صحيفة “واشنطن بوست” مع قائد “حركة حزب الله النجباء” العراقية، بشار سعيد، نقلاً عن سليماني قوله إن “طريق تحرير الموصل العراقية يمر من حلب السورية”، وذكر أن هدف “مشاركة العناصر الشيعية العراقية في الحرب بسوريا منذ أعوام كان بهدف دعم الأسد.

فرض عقوبات لدعمه الأسد

صنفت واشنطن سليماني على أنه داعم للإرهاب، ولا يحق لأي مواطن أمريكي التعامل الاقتصادي معه، إضافة إلى “الحرس الثوري” الإيراني و”فيلق القدس”، وأدرج اسمه في القرار الأممي رقم 1747 في قائمة الأشخاص المفروض عليهم الحصار.

كما فرضت الولايات المتحدة على سليماني العقوبات في أيار عام 2011 ، بسبب تقديم الدعم لحكومة نظام الأسد

وذكرت المجلة الرسمية للاتحاد الأوروبي في حزيران عام 2011  أن 3 من قادة الحرس الثوري الإيراني أدرجوا في قائمة العقوبات لتوفيرهم أدوات لقوات النظام بهدف “قمع الثورة السورية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى