يعاني معظم الناس من هفوات شائعة تتعلق بالذاكرة، بخاصة مع التقدم في العمر، حيث يمكن، على سبيل المثال، أن يتوجه الشخص إلى غرفة ما بمنزله وبمجرد وصوله إليها ينسى سبب ذهابه إليها، أو ربما يجد صعوبة في تذكر اسم شخص ما بعد مقابلته للتو.
ويشير الباحثون إلى أنه كما يمكن تدريب الجسم للحفاظ على لياقته البدنية، يمكن أيضًا تدريب الدماغ للحفاظ على قوة الذاكرة، موضحين أن هناك ما يُعرف باسم التمارين الدماغية أو العصبية البسيطة والتي يمكن أن تصبح جزءًا من الروتين اليومي بسهولة.
أهم تلك التمارين هو كسر الروتين الذي تميل الأدمغة على اتباعه، من خلال فعل بعض النشاطات بشكل عكسي أو مختلف، كاستعمال اليد اليسرى، وتغيير طريق العودة من العمل، وتغيير مكان أثاث المنزل.
كما يمكن إشراك الحواس المتعددة لتعزيز الذاكرة، كأن يغمض الشخص عينيه ويحاول التعرف على الأشياء الموجودة في محيطه باستخدام اللمس والشم ومحاولة وصف ملمس ورائحة الأشياء بالتفصيل، حيث يساعد ذلك التمرين على استخدام الحواس على تنشيط أجزاء مختلفة من الدماغ.
ويرتكز تمرين الروابط العقلية على ربط المعلومات الجديدة بشيء مألوف. فإذا قابلت شخصا، على سبيل المثال، أسمه آدم.. فحاول أن تربطه في ذهنك بشخص آخر يُدعى آدم أيضا. تساعد إنشاء الروابط العقلية على تعزيز الذاكرة والتذكر، كما يقلل من الحرج الذي يمكن أن يحدث عند لقاء أشخاص جدد لأول مرة
كذلك تستخدم ألعاب العقل مثل سودوكو والكلمات المتقاطعة، أو حتى تطبيقات الهاتف المحمول المصممة خصيصًا لتدريب الدماغ، ألعاب العقل، ويمكن أن تكون ألعاب العقل بمثابة تمارين عصبية ممتعة وفعالة، إذ أنها تتحدى العقل وتُحسن الذاكرة والمهارات المعرفية.
ويشار إلى أن اليقظة الذهنية تساهم في تقليل التوتر، بالإضافة إلى كونها معزز ممتاز للذاكرة، يمكن ممارسة اليقظة الذهنية عن طريق انتباه الشخص جيدًا إلى محيطه وما يفعله وأن ينخرط بشكل كامل في اللحظة الحالية، وسيجد أن ذاكرته تتحسن عندما يصبح أكثر وعيًا وتركيزًا.
كما ثبت علميًا أن ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم تعزز صحة الجسم ككل بما يشمل الدماغ، وتساعد في زيادة تدفق الدم إلى الدماغ، مما يُحسن وظيفته وذاكرته بشكل عام.
فيما ينصح الخبراء بعدم التوقف عن التعلم أشياء جديدة، كالعزف على آلة موسيقية أو لغة جديدة أو الانغماس في قراءة موضوع يثير الشغف، إن تعلم مهارات أو معرفة جديدة يحفز العقل ويعزز الاحتفاظ بالذاكرة.
