مجلس الشورى لجماعة “الإخوان المسلمين” في سوريا يعقد اجتماعه العادي الثالث في دورته الجديدة
عقدت جماعة “الإخوان المسلمين” في سوريا اجتماعه العادي الثالث في دورته الجديدة، مؤكدة أن الاجتماع عُقد في ظل ظروف حساسة تواجهها سوريا وأزمات متصاعدة في المنطقة، خاصةً في قطاع غزة وفلسطين التي تعاني من جراح مستمرة بسبب جرائم الكيان المحتل ومشاريعه التوسعية التي تهدد مستقبل المنطقة ككل.
وأكدت جماعة الإخوان المسلمين على ضرورة أن يقف العرب والمسلمون وأحرار العالم وقفة جادة ومسؤولة لإيقاف الانتهاكات المتكررة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني والمنطقة بأسرها.
كما أشارت الجماعة إلى أن مجلس الشورى، ومع اقتراب نهاية العام الرابع عشر للثورة السورية، يجدد دعمه لصمود الشعب السوري في مواجهة العدوان الذي يمارسه النظام الأسدي، مشددة على موقفها الثابت بأن “بشار الأسد” ونظامه لا يمكن أن يكونا جزءاً من أي حل مشرف للقضية السورية، وأن استقرار سوريا مستحيل في ظل استمرار هذا النظام في الحكم.
وخلص الاجتماع إلى التأكيد على الأمل في انتصار ثورة الشعب السوري على نظام الأسد، مشددًا على أهمية وحدة المجتمع السوري بكل مكوناته الدينية والعرقية، معتبرًا أن ضمان حقوق المواطنة المتساوية لجميع السوريين ضمن إطار وحدة التراب الوطني هو السبيل الأمثل لمواجهة سياسة التغيير الديموغرافي التي ينتهجها النظام وحلفاؤه.
كما رفض البيان الوارد عن جماعة الإخوان، جميع المشاريع الانفصالية أياً كان مصدرها أو عنوانها، مع التشديد على رفض المساعي الانفصالية لـميليشيا “قسد”، مشيراً إلى أن قيم هذه الحركة بعيدة عن قيم وعقيدة وثقافة المجتمع السوري.
وأكد مجلس الشورى، رفضه القاطع لأي محاولة لإعادة تأهيل نظام الأسد أو التطبيع معه، واعتبره نظاماً إرهابياً جزءاً من ظاهرة الإرهاب في سوريا والمنطقة والعالم، مشددًا على أن التطبيع مع هذا النظام يُعتبر خيانة للثورة، داعياً الدول التي قامت بتطبيع العلاقات معه إلى مراجعة مواقفها إزاء هذا النظام الذي أظهر غدره بوضوح حتى تجاه حلفائه.
كما دعت الجماعة جميع القوى الثورية إلى توحيد جهودها لمواجهة التطورات الإقليمية والدولية، مشيرة إلى دعمها لكل حراك وطني يهدف إلى إسقاط نظام الأسد ضمن الثوابت الوطنية، وحثت كافة مكونات المجتمع السوري على الالتحاق بثورة الشعب السوري والقيام بواجبهم، متجاوزين روح الفرقة من أجل المصلحة السورية العليا.
أشادت جماعة الإخوان المسلمين بصمود وبطولات الشعب الفلسطيني المجاهد في غزة والضفة الغربية، وطالبت الشعوب العربية والإسلامية وحكوماتها وكل أحرار العالم بمساندة الشعب الفلسطيني والعمل على وقف إطلاق النار وانسحاب جيش الاحتلال من كامل قطاع غزة والأراضي المحتلة.
وأكد بيان الجماعة على حق العودة الطوعي والآمن للمهجرين إلى مدنهم وأريافهم التي هجّروا منها، مشيرًا إلى أن مناطق النظام السوري ما زالت غير آمنة لعودة المهجرين، معبرًا عن رفض الجماعة لمحاولات بعض الدول ترحيل اللاجئين السوريين إلى مناطق سيطرة الأسد.
وفيما يتعلق بإيران، أشار البيان إلى أن النظام الإيراني يتبنى مشروعًا توسعيًا طائفيًا يتنافس مع المشروع الصهيوني الغربي على النفوذ في المنطقة، مؤكدًا أن موقف الإخوان من النظام الإيراني مستند إلى الأفعال الإجرامية التي يرتكبها، والحرب الشرسة التي يشنها على أرض الشعب السوري وأطفاله وشيوخه ونسائه.
كما أدانت الجماعة العدوان “الإسرائيلي” على الجولان السوري المحتل، واحتلاله أجزاء جديدة من الأراضي السورية، وطالبت المجتمع الدولي بالضغط على نظام الأسد لوقف الاعتقالات والتعذيب في سوريا والإفراج الفوري عن المعتقلين، بالإضافة إلى تحمل مسؤوليته في محاكمة المسؤولين عن القتل الجماعي في المعتقلات.
وأشاد البيان بدور الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة التي تدعم ثورة الشعب السوري، مشيرًا بوجه خاص إلى الجمهورية التركية ودولة قطر والمملكة الأردنية الهاشمية، معبرًا عن شكر الجماعة لهذه الدول لاستضافتها ملايين اللاجئين السوريين وتقديم الدعم لهم.
ورفضت الجماعة جميع الاتفاقيات التي أبرمها نظام الأسد مع قوى الاحتلال الروسي والإيراني، واعتبرتها باطلة، داعية المجتمع الدولي إلى العمل على إنجاز حل سياسي في سوريا وفقًا للقرارات الدولية ذات الصلة، وخاصة القرار 2254، لإعادة الأمن والاستقرار إلى جميع أنحاء سوريا.