الكويت تحذو حذو بعض الدول العربية… في زيارة تعتبر الثانية من نوعها كخطوة نحو التطبيع مع نظام الأسد
أفادت تقارير إعلامية، بأن وفدًا من دولة الكويت، يضم شخصيات دبلوماسية وسياسية زار العاصمة السورية دمشق، لبحث إعادة فتح السفارة الكويتية هناك، بعد 12 عاما من القطيعة الدبلوماسية بين البلدين.
وكانت دولة الكويت، قد أغلقت سفارتها في دمشق بعد الاحتجاجات وانقطاع الثورة السورية التي شهدتها سوريا سنة 2011 وقمع سلطة نظام الأسد لها.
وذكرت صحيفة “الوطن” الموالية لنظام الأسد، نقلا عن مصادر مطلعة على الأمر، أن وفدا كويتيا زار دمشق في الآونة الأخيرة، تمهيدا لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، على أعلى مستوى وبأقرب وقت.
وأشارت الصحيفة إلى أن “مجموعة من رجال الأعمال الكويتيين زارت دمشق أيضاً للبحث في فرص التعاون بين البلدين مع نظرائهم السوريين”.
وتعتبر هذه الزيارة هي الثانية من نوعها في العام الجاري. ففي وقت سابق من العام الحالي، زار وفد أمني دمشق واجتمع مع نظرائه السوريين. وتأتي هذه الخطوات الكويتية متزامنة مع المساعي لإذابة الجليد بين دمشق وأنقرة، بعد قطيعة دامت عقدا ونيف من الزمان.
وكان وزير الخارجية الكويتي السابق، الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح، قد أكد أن بلاده ليس لديها خطط للتطبيع مع النظام السوري، كما فعلت بعض الدول العربية، في أعقاب الزلزال الذي ضرب شمالي سوريا وجنوبي تركيا في فبراير 2023.
وأكد الوزير الكويتي أن بلاده “ليس لديها خطط لتحذو حذو الدول العربية الأخرى في إعادة التواصل مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، على الرغم من الزلزال الذي ألحق دماراً كبيراً بالبلاد”.
والجدير بالذكر أن دولة الكويت، دعمت المعارضة السورية على مدى أكثر من عقد، واستضافت العديد من المؤتمرات المعنية بالأوضاع الإنسانية في سوريا. ورغم القطيعة السياسية مع النظام السوري منذ مطلع عام 2012، إلا أن الكويت أبقت على حركة الطيران بينها وبين دمشق لخدمة الجالية السورية لديها.
ويحاول نظام الأسد جاهدًا فك عزلته الدبلوماسية وإطلاق مرحلة إعادة الإعمار، بعد أكثر من 13 عاما من نزاع مدمر تسبب بمقتل أكثر من نصف مليون شخص، وأحدث دمارا هائلا في البنى التحتية وأدى إلى نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.
يذكر أن العام الماضي، شهد تغيرات متسارعة تمثلت باستئناف دمشق علاقاتها مع دول عربية على رأسها السعودية، واستعادة مقعدها في جامعة الدول العربية، ثم مشاركة الأسد في القمة العربية في جدة في مايو للمرة الأولى منذ أكثر من 12 عاما.
ومطلع العام الجاري، أرسلت دولة الإمارات سفيرا إلى دمشق للمرة الأولى منذ اندلاع الصراع السوري في 2011. وقدم السفير الإماراتي الجديد حسن الشحي أوراق اعتماده لوزير الخارجية السوري فيصل المقداد في مقر الخارجية السورية.
وتسرّع تركيا منذ أشهر جهود تطبيع العلاقات مع سوريا بدفع من الجانب الروسي حيث أفادت صحيفة “تركيا” المقربة من حزب العدالة والتنمية الحاكم، أن أجهزة المخابرات في أنقرة ودمشق عقدت جولات من المحادثات وتم الاتفاق على عقد اللقاء بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والسوري بشار الأسد في معبر كسب الحدودي في أغسطس المقبل.
كما أعلنت إيطاليا الأسبوع، عن تعيين ستيفانو رافانيان، سفيراً لها في سوريا، وذلك بعد مرور 12 عاما على استدعاء طاقم سفارتها في دمشق بالكامل عام 2012، وتعليق النشاط الدبلوماسي هناك، وبتلك الخطوة، تصبح إيطاليا هي أول دولة من مجموعة الدول السبع، تعيد إطلاق بعثتها الدبلوماسية في دمشق، منذ انطلاق الحرب الأهلية في البلاد.