هل الصيام المتقطع والطعام الصحي يحسّنان الذاكرة لدى كبار السن؟؟
يعتبر الصيام المتقطع، واتباع نظام غذائي صحي يحسنان مقاومة الأنسولين والوظيفة الإدراكية لدى كبار السن المصابين بالسمنة.
فمقاومة الأنسولين هي السمة المميزة لمرض السكري من النوع الثاني، وتظهر مقاومة الأنسولين -والمعروفة أيضا بضعف حساسية الأنسولين- عندما لا تستجيب الخلايا في العضلات والدهون والكبد كما ينبغي للأنسولين، وهو هرمون يصنعه البنكرياس ينظم مستويات السكر في الدم.
ومقاومة الأنسولين شائعة لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة. وتشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يعانون من مقاومة الأنسولين هم أكثر عرضة للإصابة بمرض ألزهايمر.
ونتيجة لذلك، فإن أنظمة فقدان الوزن المختلفة تظهر كطرق لتقليل خطر الإصابة بهذه الاضطرابات الأيضية والدماغية.
وقد كشفت دراسة حديثة أن “الصيام المتقطع” و”اتباع نظام غذائي صحي” أديا إلى تحسين مقاومة الأنسولين والوظيفة الإدراكية لدى كبار السن المصابين بالسمنة.
أجرى الدراسة باحثون من جامعة “جونز هوبكنز” للطب والمعهد الوطني للشيخوخة التابع للمعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة، ونشرت نتائجها في مجلة سيل ميتابولزم في 19 يونيو/حزيران الماضي، وكتب عنها موقع يوريك أليرت.
ووفقا لموقع مركز تشارلز بيركنز التابع لجامعة سيدني، فإن النظام الغذائي 5:2 المعروف أيضا باسم “الحمية الغذائية السريعة”؛ هو خطة صيام متقطعة تهدف إلى تعزيز فقدان الوزن والصحة العامة.
والبرنامج بسيط يتناول فيه الشخص نظاما غذائيا صحيا لمدة خمسة أيام ويتضمن الكثير من الخضار والحبوب الكاملة والفاصوليا والمكسرات والأسماك والفواكه كحلوى، وفي اليومين المتبقيين يقلل كثيرا من تناول السعرات الحرارية.
وعلى عكس الأنظمة الغذائية التقليدية التي تركز على تقييد السعرات الحرارية اليومية، يسمح النظام الغذائي 5:2 باتباع نهج أكثر مرونة في تناول الطعام.
ولاختبار تأثير النظامين الغذائيين (الصيام المتقطع والنظام الغذائي الصحي) في مؤشرات وظائف الدماغ الحيوية، شارك متطوعون في الدراسة الجديدة في الفترة من يونيو/حزيران 2015 وحتى ديسمبر/كانون الأول 2022. وأكمل 40 شخصا الدراسة التي استمرت ثمانية أسابيع.
وتوزّع المشاركون إلى مجموعتين؛ اتبعت الأولى نظام الصيام المتقطع الذي يقيّد السعرات الحرارية إلى ربع الكمية اليومية الموصى بها لمدة يومين متتاليين في الأسبوع، واتبعوا نظام الغذاء الصحي لوزارة الزراعة الأميركية -الذي يتكون من الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون ومنتجات الألبان قليلة الدسم والحد من السكريات المضافة والدهون المشبعة والصوديوم- في الأيام الخمسة المتبقية.
أما المجموعة الثانية فاتبعت النظام الغذائي الصحي لوزارة الزراعة الأميركية لباقي المشاركين العشرين كل يوم من أيام الأسبوع.
ووفقا ل “مارك ماتسون” الأستاذ المساعد في علم الأعصاب بكلية الطب في جامعة جونز هوبكنز والرئيس السابق لمختبر علوم الأعصاب في المعهد الوطني للشيخوخة في بالتيمور، فإن النتائج كشفت أن كلا النوعين من خطط النظام الغذائي الصيام المتقطع واتباع نظام غذائي صحي؛ لهما فوائد فيما يتعلق بتقليل مقاومة الأنسولين وتحسين الإدراك، مع تحسّن في الذاكرة والوظيفة التنفيذية.
وكان التحسن أكبر مع نظام الصيام المتقطع، فقد تحسنت الذاكرة والوظيفة التنفيذية (وهي مجموعة من المهارات العقلية التي تساعد في التخطيط وتحقيق الأهداف) بنسبة 20٪ تقريبا في مجموعة الصيام المتقطع مقارنة بمجموعة النظام الغذائي الصحي.
وحذر باحثو جونز هوبكنز الأشخاص المهتمين بالصيام المتقطع دون استشارة الطبيب لأنه قد يكون ضارا لبعض الأشخاص، بما في ذلك المصابين بداء السكري من النوع الأول واضطرابات الأكل.