المجلس السوري– البريطاني يكشف دور “الاتحاد الوطني لطلبة سورية” في قمع المظاهرات السلمية في جامعة دمشق
كشف تحقيق صحفي أعدّه المجلس السوري– البريطاني عن دور “الاتحاد الوطني لطلبة سورية” في قمع المظاهرات السلمية في جامعة دمشق بين عامي 2011 و2013.
حيث اعتمد التحقيق على مقابلات مع 17 شاهداً وثلاث شاهدات، بينهم طلاب سابقون، وأعضاء في الهيئات التدريسية، وأعضاء من الاتحاد نفسه.
واستمر التحقيق لـ 14 شهراً بين شهري أيلول 2022 وتشرين الثاني 2023، وركّز على الانتهاكات التي ارتكبت بين شهري آذار 2011 وحتى نهاية عام 2013.
وحسب التحقيق، فإنّه في آذار 2011 اندلعت مظاهرات واسعة في سورية طالبت برحيل “رأس نظام الأسد”، وحاول حينها طلاب في الجامعات الخروج بمظاهرات والمشاركة في الاحتجاجات، بينها جامعة دمشق.
وأفاد التحقيق أنّ نظام الأسد دفع بقوى الأمن إلى الشوارع لمواجهة المظاهرات ثم قوات الجيش، وسرعان ما انخرط “الاتحاد الوطني لطلبة سورية” في قمع المظاهرات.
ولفت التحقيق إلى مشاركة الاتحاد لعمليات القمع ونفذ اعتقالات تعسفية، كما مارس عمليات تعذيب للطلاب عبر الضرب والصعق الكهربائي والإساءات اللفظية والنفسية، وانتهاكات جنسية وأخرى على أساس طائفي.
وبيّن التحقيق أن أعضاء من الاتحاد في جامعة دمشق مُنحوا صلاحيات واسعة النطاق حينها لضمان قمع المظاهرات التي خرجت في الحرم الجامعي، مشيراً إلى أنّهم كانوا يقومون بدوريات لمراقبة باحات الجامعة، وقاعات المحاضرات والمدينة الجامعية، ويُراقبون أنشطة الطلاب على الإنترنت، بحثاً عن أي تعبير عن مناهضة نظام الأسد.
ووفق التحقيق، فإنّ أعضاء الاتحاد كانوا في بعض الحالات يُدققون هويات الطلاب ويُفتشون حقائبهم قبل السماح لهم بدخول الجامعة، كما كانوا يرفعون التقارير عن الطلاب، وحتى عن الأساتذة والموظفين إلى إدارة الجامعة أو الأجهزة الأمنية.
وكان أعضاء الاتحاد يعتقلون الطلاب مباشرة ويخضعونهم للاستجواب أو التعذيب داخل مكاتب تابعة للاتحاد أو في مراكز تعذيب موجودة داخل الحرم الجامعي أو يُسلمونهم بشكل مباشر إلى الأجهزة الأمنية، تبعاً للتحقيق.
وأشار التحقيق إلى تعرّض مظاهرة طلابية أمام كلية العلوم في 11 نيسان 2011 إلى قمع عنيف من قبل اتحاد الطلبة، مشيراً إلى أنّ ما يقرب من 25 من أعضاء الاتحاد مدعومين بأفراد من حرس الجامعة أحاطوا بما بين 50 إلى 100 متظاهر من ثلاث جهات، وهاجموهم وضربوهم بأيديهم وبعصي خشبية، وهم يهتفون بألفاظ نابية.
ولم يقتصر دور اتحاد الطلبة في جامعة دمشق على قمع الاحتجاجات داخل حرم الجامعة فقط، بل ذكر شهود عيان أنّ بعض الأعضاء شاركوا في قمع احتجاجات حصلت خارج الحرم الجامعي، منها جرت أمام مساجد في أنحاء مختلفة من مدينة دمشق.
وأوضح التحقيق أنّ الطلاب الذي كان يعتقلهم الاتحاد يُحتجزون في مواقع مختلفة في حرم جامعة دمشق، لافتاً إلى أنّ بعضهم احتُجز في محارس وهي غرف مستقلة يستخدمها عناصر الحرس في الجامعة، وبعضهم الآخر احتُجز في مكاتب الهيئات الإدارية.
وكما احتُجز آخرون في مواقع أخرى من حرم الجامعة، منها قبو في كلية طب الأسنان، وغرفة استجواب بالقرب من المعهد العالي للغات، وقبو في أحد أبنية المدينة الجامعية، ولم يكن احتجاز الطلاب يُقتصر بالضرورة على واحد من هذه المواقع، بل كان الطالب المحتُجز يُنقل أحياناً بين أكثر من موقع، بحسب التحقيق.
ويذكر أن من أساليب التعذيب التي استخدمها الاتحاد بحق الطلاب، جاء في التحقيق أنّ أبرزها الصفع واللكم والركل، وكذلك الضرب بالأيدي والعصي والهروانات والأنابيب البلاستيكية السميكة على مختلف أنحاء الجسم، فيما تعرّض العديد من الطلاب للصعق بالكهرباء.