اقتباسات وإضاءاتفكرية

هل الحوثيين زيدية أقرب للسنة.. أم إمامية إثني عشرية رافضية إيرانية؟

مع انطلاق العملية العسكرية الصهيونية ضد غزة وبروز موقف الحوثيين الداعم للمقاومة حسب تبنيه محور إيران ..يثور النقاش حول حقيقة مذهب الحوثيين ومدرستهم الفكرية ومدى اقترابهم من الشيعة في إيران سياسيا وعقائديا، وكذلك الشخصيات الأساسية في الجماعة، وكلها من أسرة الحوثي، وعلى رأسها بدرالدين، ونجله حسين، وخليفتهما عبدالملك.

ولد بدر الدين الحوثي في عام 1926، وهو ينتمي لأسرة من الفرقة الجارودية، إحدى الفرق الزيدية التي تختلف عن سائر فرق المذهب باعتبار أنها أقرب إلى الفكر الشيعي الإمامي الممثل بالشيعة الإثني عشرية كما هي حال شيعة إيران والعراق ولبنان، في حين أن سائر المدارس الزيدية تبدو أقرب للفكر السني.

تحولت معظم الفرق الزيدية باليمن إلى الإمامية وتمكّنت طهران من تطويعها وجعلها تابعة لها وذراعا طائفية في الخاصرة الجنوبية لدول الخليج بغية التمدد فكريا وعقديا وطائفيا وجغرافيا، ما جعل شباب الحوثيين اليوم يطبقون استشراف الملالي لتشييع الخليج ومواطنيه تماشيا مع مشروع تصدير الثورة الإيرانية.

ورغم المسافة البعيدة التي تفصل اليمن عن إسرائيل، إلا أن الشعار السياسي الأساسي للحوثيين هو “الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل.. اللعنة على اليهود”، ويرى بعض من يراقب عمل الجماعة أن تلك الشعارات على صلة بالموقف العقائدي للجماعة التي تؤمن – وفقا للمعتقدات الشيعية – بدور سيلعبه اليمن بحروب نهاية الزمان عند “خروج المهدي المنتظر.”

تصنفت اليوم حركة الحوثي بأنها شيعية اثني عشرية، وتقول إن مرشدها الروحي بدر الدين الحوثي، ومؤسسها ابنه حسين الحوثي، تأثرا بهذا المذهب بعد استقرارهما في إيران منتصف تسعينيات القرن الماضي،
ويرى عدد من الباحثين أن امتزاج الزيدية بالاثنا عشرية لدى الجماعة أدى إلى إنشاء ما أطلقوا عليه “مذهبا حوثيا” مرجعيته الأساسية خطابات المؤسس حسين الحوثي.

في عام 2014 زحفت قوات الحوثيين المتحالفة مع القوات الموالية لعلي عبد الله صالح نحو العاصمة صنعاء وسيطرت عليها وعلى كل المؤسسات الحكومية، وفي عام 2015 حاصرت القصر الجمهوري وفرضت الإقامة الجبرية على الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، قبل ينجح في مغادرة العاصمة نحو عدن ومنها نحو المملكة العربية السعودية.

وفي فجر الخميس 26 مارس/آذار 2015 أطلقت 10 دول عربية بقيادة المملكة العربية السعودية عملية عسكرية ضد جماعة الحوثي والقوات الموالية لصالح سمتها “عاصفة الحزم”
وتحتفظ الجماعة بالسلطة ضمن دائرة الأسرة، إذ يتربع عبد الملك الحوثي بوصفه قائد الثورة على قمة منظومة الحكم لدى الحوثيين ومعه أفراد من أسرته وأصهارهم، ويأتي بعدهم الموالون للجماعة الذين قاتلوا إلى جانبهم منذ حروب صعدة وتعترف الجماعة اليوم أنها جزء من محور إيران المقاوم والممانع وتحتفل في كل مناسبات الاثني عشرية من عيد الغدير واعياد الشيعة الإمامية على عكس معتقدات الزيدية اليمنية التي كانت أقرب للسنة والتي تعتبر اليوم لا وجود لفكرها في اليمن بعد حكم الحوثيين وتحولهم الفكري والايديولوجي ليعتقد معظم أفراد الحوثيين اليوم بالعقيدة الشيعية الإمامية الإثني عشرية ولتكون جزء لا يتجزء من المشروع الإيراني والذي يجعل من شعارات القدس والعداء لأمريكا واجهة دعائية لمشاريعه التوسعية بالمنقطة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى