يحيى السـ.ـنوار: القائد الفلسـ.ـطيني الذي أُخمدت مسيرته بشـ.ـجاعة في ساحة المعركة
يحيى السنوار، أحد أبرز قادة المقاومة الفلسطينية، وُلد في عام 1962 في مخيم خان يونس للاجئين جنوب قطاع غزة، ونشأ السنوار في بيئة قاسية مليئة بالتحديات تحت وطئة الاحتلال الإسرائيلي، مما شكّل وعيه السياسي في وقت مبكر.
التحق بالجامعة الإسلامية في غزة، حيث درس اللغة العربية والتربية الإسلامية، وسرعان ما أصبح ناشطًا بارزًا في صفوف الشباب، كان السنوار أحد المؤسسين الرئيسيين لحركة حماس مع مجموعة من القادة، من بينهم الشيخ أحمد ياسين، حيث أسس الحركة لمواجهة الاحتلال وتعزيز المقاومة في ثمانينيات القرن الماضي.
اعتُقل السنوار عام 1988 لدوره في قيادة عمليات حماس ضد الاحتلال، وحكم عليه بالسجن المؤبد، ولكنه قضى 22 عامًا في السجون الإسرائيلية، حيث أصبح رمزًا للنضال الفلسطيني داخل المعتقلات.
خلال فترة سجنه، تعلم اللغة العبرية وتعمق في دراسة العقيدة والاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية، ما جعله شخصية بارزة في وعزز من مكانته كقائد ومرشد للأسرى الفلسطينيين داخل السجن.
وقد أُطلق سراحه في عام 2011 ضمن صفقة “وفاء الأحرار” لتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، والتي تضمنت إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين.
وبعد الإفراج عنه، سرعان ما عاد السنوار إلى ساحة العمل السياسي والعسكري، ليتولى مسؤولية إدارة ملف الأسرى مع إسرائيل، ومع اغتيال إسماعيل هنية انتخاب رئيسًا لمكتب حماس السياسي في قطاع غزة.
وتميزت قيادته بالجمع بين الأجنحة السياسية والعسكرية للحركة، وتنسيق الجهود لتعزيز المقاومة المسلحة وتطوير البنية التحتية العسكرية لكتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحماس.
ولقد قاد السنوار، المعروف بشخصيته الحذرة، عمليات تفاوض ناجحة وصفت بأنها معقدة للإفراج عن أسرى فلسطينيين مقابل جنود إسرائيليين محتجزين في غزة.
وجاءت فترة قيادته لحركة حماس بوقت حرج حيث كان خلفاً لإسماعيل هنية في وقت تلتهب أرض الأقصى جراء استمرار المعارك ومع ذلك أثبت ثبات حماس على الأرض خلال الفترة السابقة، وسط تحديات متزايدة من الضغوط الإسرائيلية والدولية.
اليوم الخميس 17 تشرين الأول/ أكتوبر، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية عن مقتله في عملية عسكرية في قطاع غزة، ليرتقي شهيدًا مقبلاً غير مدبر من أرض المعركة، ومع ذلك، لم تؤكد حركة حماس رسميًا مقتله حتى الآن، مشيرة إلى صعوبة الوصول إلى معلومات دقيقة بسبب طبيعة الدائرة الأمنية الضيقة التي كانت تحيط به.