مقالات الرأي

مؤتمر الحسكة… علمانية للأغلبية ودين للأقليات

سوريا-الحسكة- 8-مارس- 2025

ما شهدته الحسكة اليوم لم يكن مؤتمرًا لـ”وحدة الموقف” كما يدّعون، بل عرضًا فجًّا لمسرحية سياسية مكشوفة. ميليشيا “قسد”، التي لا تملك أي شرعية شعبية، جمعت في قاعتها شيخ العقل حكمت الهجري ممثل الطائفة الدرزية، ورجل الدين العلوي غزال غزال، ليرفعوا جميعًا شعار “النظام الديمقراطي اللامركزي أو الفيدرالي”.

لكن ما وراء الكواليس أوضح من أي خطاب: الهجري يلبس عباءة الدين ليحكم أتباعه ومريديه باسم العقيدة الدرزية، وغزال غزال يضفي على نفسه الشرعية باسم الطائفة العلوية، ثم يأتون ليتحدثوا عن مجتمع “علماني”! علمانية على مقاسهم، تُفرض فقط على الأغلبية السنية لتبقى ممزقة، ضعيفة، ومحرومة من التماسك السياسي والاجتماعي، بينما هم يلتفون حول طوائفهم بعصبية صارخة.

أما “قسد”، فهي لا تمثل الأكراد بقدر ما تمثل المصالح الأمريكية والفرنسية في المنطقة. خصوماتها مع معظم القوى السياسية الكردية كافية لفضح زيف ادعائها بالتمثيل. بقاؤها مرهون بالدبابات الأمريكية والمستشارين الفرنسيين، لا برضا الناس ولا بإرادتهم.
الحقيقة أن ما جرى في الحسكة ليس سوى حلقة جديدة في مشروع سياسي هدفه كسر العمود الفقري للأغلبية السورية، وإبقاء الأقليات تحت مظلات دينية وطائفية متماسكة، كل ذلك تحت حماية المحتل الأجنبي. لعبة قذرة تُدار على مرأى ومسمع الجميع، عنوانها المعلن “العلمانية”، وهدفها الحقيقي “التفتيت والسيطرة”.

#سوريا #الحسكة #قسد #السويداء

إعداد الصحفي: رياض الخطيب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى