تعرف على أبرز مجرمي ميليشيات نظام الأسد البائد الذين أوغلوا في سفك دماء السوريين

منذ اندلاع الثورة السورية، اعتمد نظام الأسد البائد على تشكيل مجموعات مسلحة تُعرف بـ”الشبيحة”، والتي تتكون من لصوص وقتلة أوكلت إليهم مهام القمع والتنكيل بالمدنيين، إلى جانب الجيش وأجهزة الأمن، أدى هذا النهج إلى نشوء مئات الميليشيات المحلية التي مارست أعمالًا عسكرية وأمنية وحشية ضد الشعب السوري، وارتكبت انتهاكات جسيمة ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
في هذا السياق، نستعرض أبرز قادة هذه الميليشيات وأكثرهم دموية، الذين لعبوا أدوارًا رئيسية في تنفيذ تلك الانتهاكات، وسط تساؤلات متجددة عن مصيرهم ومطالب متزايدة بملاحقتهم قضائيًا.
▎سهيل الحسن: النمر الذي تحول إلى هر فار
يُعتبر “سهيل الحسن”، المولود عام 1970 في إحدى قرى مدينة جبلة، من أبرز قادة ميليشيا النظام البائد، حيث يقود ميليشيات النمر، عمل الإعلام الرسمي على تلميع صورته طيلة السنوات الماضية، وكان الضابط الوحيد الذي رافق بشار الأسد خلال لقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قاعدة حميميم الجوية نهاية عام 2017، وقد وصفت مجلة دير شبيغل الألمانية الحسن بأنه مجرم حرب، ومنذ انهيار نظام الأسد وسحق ميليشيات النمر، تزايدت التساؤلات حول مصير “النمر”.
▎معراج أورال: “جزار بانياس”
يغيب عن المشهد أيضًا مصير معراج أورال، المعروف باسم “علي كيالي”، والذي عُرف بلقب “جزار بانياس” بعد مسؤوليته عن مجزرة قرية البيضا في بانياس عام 2013، والتي راح ضحيتها أكثر من 70 مدنيًا.
▎نابل العبدالله وسيمون الوكيل: ثنائي الإجرام في وسط سوريا
اشتهر نابل العبدالله، متزعم ميليشيا الدفاع الوطني السابق في السقيلبية بريف حماة، بجرائمه ومشاركته في العمليات العسكرية ضد الشعب السوري، استقوى بالدعم الروسي غير المحدود، إلى جانب سيمون الوكيل الذي كان يقود ميليشيات الدفاع الوطني في محردة، حاول الثنائي بث النعرات الطائفية والتضحية بأبناء الطائفة المسيحية للنجاة من المحاسبة.
▎جهاد إبراهيم بركات: صهر آل الأسد
اختفى “جهاد إبراهيم بركات”، متزعم ميليشيات “مغاوير البعث”، عن الظهور الإعلامي بعد أن كان يهدد بحرق إدلب ودرعا، وهو متزوج من انتصار بديع الأسد، وينحدر من مدينة القرداحة.
▎فراس علي الجهام: “فراس العراقية”
كان فراس علي الجهام متزعم ميليشيا “قوات الدفاع الوطني” في دير الزور، ويُعتبر أحد الشخصيات البارزة في ميليشيات النظام البائد وقد أشرف على العديد من المجازر بحق المدنيين.
▎يعرب عصام زهر الدين: الوريث الإجرامي
يعد يعرب عصام زهر الدين قائد ميليشيات “نافذ أسد الله”، وقد خلف والده الهالك عصام زهر الدين الذي قُتل بانفجار لغم خلال معارك دير الزور عام 2017، بعد تاريخ من الدماء السورية.
▎عمر الحسين الحسن: مدير المكتب السياسي
مدير المكتب السياسي في ميليشيا لواء الباقر، عمر الحسين الحسن، شارك في تأسيس اللواء عام 2012 مع قريبه قائد ميليشيا لواء الباقر خالد المرعي.
▎صقر شاهين: قائد قوات المهام الخاصة
من بين القادة البارزين أيضًا صقر شاهين، متزعم ما يُسمى بـ”قوات المهام الخاصة” (فوج الشواهين) التابع للفرقة 25، وقد قادت هذه الفرقة العديد من عمليات التشبيح والمجازر.
▎مجاهد فؤاد إسماعيل: قائد كتائب البعث
يُعتبر مجاهد فؤاد إسماعيل قائد ميليشيا مركز كتائب البعث في دمشق، وهو واحد من العديد من القادة الذين ارتكبوا انتهاكات جسيمة وكان يعرف بساديته بتعذيب الموقوفين والمعتقلين.
▎محمد السعيد: مؤسس لواء القدس
يُعتبر “محمد السعيد” من أبرز الشخصيات في هذا الملف، حيث أسس ميليشيا “لواء القدس” الفلسطيني بدعم من فرع المخابرات الجوية في المنطقة الشمالية، وقد شجع هذا الفرع عمليات تجنيد واسعة في صفوف الفلسطينيين، مما أدى إلى مشاركة اللواء في قمع المظاهرات وتبني العمل المسلح بالكامل.
كما ارتكب لواء القدس العديد من الجرائم والانتهاكات بحق السوريين، حيث تلقى أوامره من قادته، ومن بينهم نائبه السابق “عدنان السيد”، الذي تمكن الأمن الداخلي من إلقاء القبض عليه.
▎فيليب سليمان أبو عدي: قائد قوات الغضب
من بلدة السقيلبية في ريف حماة، يُعتبر “فيليب سليمان أبو عدي” أحد أبرز القادة العسكريين المحليين الموالين للأسد. قاد ميليشيا “قوات الغضب” الرديفة، والتي لعبت دورًا رئيسيًا في شن الهجمات على مواقع الثوار في ريف حماة، وكانت مصدرًا دائمًا للقصف على المدن والبلدات في الريف الغربي.
▎رسلان العلي الرسلان: الذراع الأيمن للعميد سهيل الحسن
يُعرف “رسلان العلي الرسلان”، المنحدر من مدينة منبج بريف حلب، بأنه قائد “لواء الشمال” التابع للأمن العسكري، والذراع الأيمن للعميد سهيل الحسن، بفضل علاقاته الأمنية، استطاع الوصول إلى عضوية مجلس الشعب في دورته التشريعية الرابعة، ويواجه اتهامات بارتكاب جرائم ضد المدنيين، بالإضافة إلى تكوين ثروة ضخمة من السرقات والابتزاز.
▎محمد الحاج علي: قائد جيش الوفاء
برز “محمد الحاج علي” كقائد لما يُسمى بـ”جيش الوفاء” في مدينة دوما، بينما يُعتبر مهند زيد، ابن قرية عين التينة، أحد الوجوه الأمنية والسياسية البارزة في صفوف النظام، حيث أسس ميليشيا “قادش” التابعة للحرس الجمهوري وكان له نشاط بارز في دوما وحرستا.
▎محمود إبراهيم: أبو علي خشفة
في مدينة حماة، يُعرف “محمود إبراهيم” بلقب “أبو علي خشفة”، وهو أحد أبرز الشخصيات الأمنية والعسكرية في المخيمات. يتولى قيادة ميليشيا “القيادة العامة” التابعة لأحمد جبريل ويُرجح أنه يحمل رتبة مقدم في فرع الأمن العسكري.
▎دهام الشلاش الفارس: القائد المحلي
أما “دهام الشلاش الفارس”، المنحدر من قرية أبو دالي في ريف إدلب، فقد قاد ميليشيا محلية رديفة لقوات النظام واعترف صراحةً بقتاله إلى جانبها في معارك ريفي حماة وإدلب.
بعد سقوط نظام الأسد، وجدت سوريا نفسها أمام العديد من التحديات الداخلية والخارجية، وأبرزها كيفية التعامل مع فلول النظام السابق الذين لا يزالون يشكلون تهديدًا مباشرًا لاستقرار البلاد، حيث تقوم فلول النظام البائد بتجميع أنفسهم ضمن خلايا نائمة لتنفيذ عمليات ضد المدنيين وجهاز الأمن العام ما خلف العديد من القتلى والجرحى من هذه العمليات.
ولقد شدد المحلل العسكري العقيد أديب عليوي على ضرورة تجفيف منابع الإمداد العسكري لفلول النظام من خلال مداهمة مستودعات التسليح في الوحدات العسكرية التي كانت تتبع قوات النظام البائد، وأكد على أهمية استخدام تقنيات حديثة مثل طائرات شاهين المسيرة لمراقبة وتحليل أي تحركات مشبوهة أو مستودعات ذخيرة مختبئة.
وقد نفذت القوات الأمنية والعسكرية في سوريا ممثلة بوزارة الدفاع وقوى الأمن الداخلي، حملات أمنية مركزة طالت العديد من الأشخاص الضالعين في قتل الشعب السوري وارتكاب الجرائم بحقهم، وقد نجحت هذه القوات في القبض على عدد من المتورطين الذين كانوا لسنوات طويلة ضمن صفوف ميليشيات الأسد وشبيحته.
تستمر الجهود للبحث عن العدالة والمحاسبة، حيث يبقى مصير هؤلاء القادة المجرمين قيد التساؤل، وسط آمال الشعب السوري بتحقيق العدالة ومساءلة كل من ساهم في إراقة الدماء وارتكاب الفظائع.
ومن الجدير بالذكر أن التساؤلات حول مصير هؤلاء القادة المجرمين قائمة، وسط مطالب متزايدة بالبحث عنهم ومحاسبتهم على الجرائم التي ارتكبوها بحق الشعب السوري وذلك بغية تحقيق العدالة والمساءلة عن الفظائع التي نفذوها خلال سنوات النزاع.