ما أسباب فرح واحتفال السوريين بمقـ*ـتل زعـ*ـيم “الحـ*ـزب” اللبناني ؟
أفادت بعض وسائل الإعلام، بمفاجئتها عقب الإعلان عن اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، بخروج الآلاف في شوارع دمشق وريفي حلب وإدلب وبعض المدن السورية فى مسيرات احتفالية، يهتفون فرحين بالعملية، رغم أنها تمّت على يد إسرائيل!.
وتبدأ الحادثة منذ اندلاع المظاهرات ضد نظام الأسد، ودخول المئات من عناصر الحزب إلى سوريا بين عامي 2011 و2012، ووجودهم فى المواقع الحيوية بالعاصمة دمشق ومواقع بحلب شمال البلاد، خصوصاً نبل والزهراء، إضافة إلى كفريا والفوعة شمال شرق إدلب.
وانتشارهم بلباس مدنى وعسكري على أبواب الكليات فى جامعتي دمشق وحلب، وذلك للمشاركة فى قمع المظاهرات وضرب الطلاب وسحنهم، وبعدها تدخّلهم بأوامر من «نصرالله» للمشاركة العسكرية وارتكابهم جرائم حرب يندى لها الجبين، مثل مجزرة الحولة الشهيرة عام 2012 التى قتل فيها 112 من السوريين المدنيين، بينهم نساء وأطفال ذبحاً بالسكاكين وحراب البنادق.
وفي التفاصيل كشف الجنرال حسين همدانى، الذى قاد قوات شيعية مشتركة بسوريا وقُتل هناك، فى مذكراته «رسالة الأسماك»، أن حزب الله كان أكثر حماسة للدخول فى المعارك بسوريا من إيران نفسها، بل إن الأمين العام حسن نصرالله، هو من شجَّع إيران على التدخّل، عندما طالبها بخطة تحرّك عسكرية وسياسية ضد الحراك الثوري فى سوريا منذ كان «سلمياً».
ومن أبرز المجازر التى تسرّبت عام 2013 مقاطع مصوّرة، كانت فى بلدة العتيبة بريف دمشق، حيث نفّذ عناصر الحزب مجزرة استُشهد فيها أكثر من 175 مدنياً كانوا يحاولون مغادرة الغوطة المحاصرة، وفى أكتوبر عام 2013 كشف مقطع فيديو قيام عناصر من ميليشيات حزب الله اللبنانى بإعدام جرحى سوريين عقب المعارك التى جرت فى مدينة القصير السورية.
وانتهت بسقوط المدينة فى أيدى الجيش النظام وعناصر حزب الله، ومن خلال الأصوات يتّضح حديث بعض عناصر حزب الله باللهجة اللبنانية خلال تنفيذ الإعدامات الميدانية للجرحى، وكان الفيديو يحتوى على مشاهد قاسية جداً تُظهر توسل الجرحى السوريين لعناصر حزب الله بالحفاظ على حياتهم، إلا أن ذلك كان يُقابل بوابل من الرصاص بلا رحمة.
وسبق أن هدّد عناصر من ميليشيا الحزب، فى 2013 أيضاً، بدخول مسجد خالد بن الوليد فى حمص ونبش قبره، وما إن مضى عام عليه، حتى اقتحموه ودمروا الضريح ونهبوه، وكتبوا على جدرانه عبارات شيعية طائفية، ولم يتوقفوا عند ذلك، بل رفعوا الأذان بصيغته الشيعية الإيرانية، مستفزين جميع الأهالي المحاصرين.
حيث تم تداول فيديو على مواقع التواصل الاجتماع، لعنصر من ميليشيا الحزب، فى العام نفسه، وهو يتوعّد بقتل آخر سنّى ويسبُّ أهل السنّة ويصفهم بألفاظ همجية وطائفية، وتوعَّد باحتلال الكعبة المشرّفة، ولفت إلى الضحايا الذين قُتلوا على أيديهم بـ «دعسوا على الجثث».
وكان اتهم تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان «حزب الله» عام 2014 بارتكاب مجازر بشعة ضد الإنسانية وصلت إلى حد «الذبح وقتل جميع أبناء الحى حتى النساء والأطفال»، تنوعت بين الإعدامات الميدانية بالرصاص واغتصاب النساء وقتل الأطفال وكبار السن والتنكيل بالجثث وحرقها.
وفي عام 2015 تدخّل الروس إلى جانت الآلاف العناصر من حزب الله بأوامر من «نصرالله»، بل من إيران، وحاصروا مدينة مضايا وحرموا أهلها من الطعام والدواء، وهو ما أدى إلى وفاة الكثير من الأطفال والمرضى وكبار السن، وقتلوا المئات، ثم فرضوا التهجير على من تبقى من الأهالى، من أجل تغيير ديموغرافية الأرض لصالح الشيعة مقابل السنة.
ولم تكن عمليات التهجير التى قام بها عناصر حزب الله فى القصير وحمص الأخيرة، بل كرّروها عشرات المرات، وكانت العملية الأبشع فى مدينة دير الزور شرقى سوريا، ودرعا فى الجنوب، إضافة إلى القلمون غرب دمشق، والبادية السورية، حيث هجّروا السكان الأصليين وجلبوا أنصارهم من العراق.
ولكي تتم عمليات التهجير كان لا بد من تبديل المواقع، وعقد الصفقات المشبوهة، وقد رأينا ذلك واضحاً فى الصفقة التى تمّت مع تنظيم الدولة (داعش)، حين نقلوا عناصر «التنظيم» فى أوتوبيسات إلى شرق سوريا، بينما احتلوا هم الغرب، لقد بلغ عدد القتلى السوريين أكثر من 500 ألف، تحت شعار الثورة وفلسطين والحسين، وتحت شعارات الخلافة التى رفعها «داعش» و«القاعدة».
كان حسن نصرالله هو أحد الذين أسهموا فيها، ليس فى سوريا وحدها، بل فى وطنه لبنان أيضاً، وكان من بعض جرائمه، قتل وإصابة ٢٤١ لبنانياً فى لحظة واحدة، فى عملية اغتيال رفيق الحريرى، واغتيال جورج حاوى، ووليد عيدو، وأنطوان غانم، وفرانسوا الحاج، ووسام عيد، ووسام الحسن، ومحمد شطح، وسمير قصير، وجبران توينى، وبيير الجميل، ولقمان سليم، وغيرهم.
استخدم حزب الله شعارات فلسطين والقدس والتحرير والثورة، لكنه كان يهدف إلى السيطرة على لبنان وتحويلها إلى محافظة إيرانية، والعمل كذراع لها فى لبنان والعراق وسوريا واليمن، بل والعمل كأداة تنفيذ لها فى أوروبا وأمريكا اللاتينية، وعلى هذا يكره السوريون حزب الله.