مقالات الرأي

من مشفى السويداء إلى جرائم الهجري… عندما يحاول الإعلام تبييض صفحة القتلة

السويداء – 10 أغسطس 2025

حادثة مشفى السويداء الأخيرة لم تكن مجرد مشهد أمني عابر، بل نافذة تكشف حجم التضليل الإعلامي الذي يسعى إلى قلب الحقائق وتبييض صفحة المجرمين

القانون العسكري السوري رقم 49 لعام 1956 واضح: الاعتداء على رجل الأمن أثناء قيامه بواجبه، وخاصة باستخدام السلاح، جريمة عقوبتها تصل إلى السجن خمس عشرة سنة، وتشدد إذا وقع الاعتداء أثناء النفير.

لكن ما جرى كان أكثر خطورة: المعتدي محمد رفيق بحصاص، مقاتل سابق في صفوف النظام البائد وتاجر مخدرات، دخل المستشفى متنكراً بزي ممرض وحاول ذبح رجل أمن بشفرة عمليات جراحية. الرد كان حاسماً وسريعاً، كما تفرضه الضرورة والقانون، لكن الأبواق الإعلامية وفي مقدمتها “فيصل القاسم”  أرادت أن تكتب سيناريو آخر، يصور المجرم ضحية والحارس جلاداً.

هذه الحادثة ليست معزولة، بل تأتي في سياق طويل من جرائم ميليشيات الهجري، التي أحرقت أحياءً، ومثّلت بالجثث، واعتدت على النساء والأطفال والشيوخ، وهجّرت المدنيين. جرائم موثقة بالصوت والصورة، لكن لا الرأي العام تحرك، ولا المجتمع الدولي تحرك، ولا محاسبة جرت بحق هؤلاء.

من هنا، فإننا نطالب المحكمة الدولية والقضاء العادل بمحاسبة الهجري وميليشياته، وإنزال أقصى العقوبات بحقهم، حتى يكونوا عبرة لكل من يحاول زعزعة أمن الوطن أو النيل من أبنائه.

هيبة الأمن هي آخر أسوار الدولة، ومن يعتدي عليها أو يبرر الاعتداء عليها، يشارك في هدم الوطن. السويداء اليوم كانت ساحة اختبار، وغداً قد تكون أي مدينة أخرى. لذلك، فإن المعركة ليست فقط على الأرض، بل على الحقيقة أيضاً، حتى لا ينجح الإعلام المأجور في قلب الأبيض أسود، والقاتل بريئاً.

إعداد: الصحفي رياض الخطيب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى