إقليمي ودوليالأخبار

فرنسا: ” يجب على النظام السوري أن يقدم تنازلات لتسهيل التوصل إلى حل سياسي يُنهي مأساة السوريين

طالبت السفيرة الفرنسية لدى سوريا، “بريجيت كرمي”، النظام السوري بتقديم تنازلات لتسهيل التوصل إلى حل سياسي يُنهي مأساة السوريين الناجمة عن الحرب المستمرة منذ 13 عامًا.

وأكدت “كرمي” أنها تستبعد تقديم “هدايا مجانية” للنظام السوري ما لم يظهر إرادة جدية لإنهاء مأساة السوريين.

وأضافت أن تعنت النظام السوري أدى إلى تعثر كافة محاولات التطبيع، سواء من خلال إعادة إشراك دمشق في الجامعة العربية أو محاولة التقارب مع أنقرة أو المناقشات بين قوات سوريا الديمقراطية والنظام السوري.

وأوضحت السفيرة الفرنسية، أن موقف باريس تجاه دمشق لم يتغير، مشددة على عدم وجود تطبيع أو رفع للعقوبات أو إعادة إعمار دون عملية سياسية شاملة وذات مصداقية، مشيرة إلى أن ذلك يعني ضرورة تقديم النظام السوري تنازلات ملموسة في هذا المسار.

وأكدت كرمي قائلة: “نحن ندعم جميع السوريين الذين ناضلوا للعيش بكرامة، وقد اتخذ نضالهم أشكالًا مختلفة، سواء كان ذلك عبر حركات وتجمعات احتجاجية مثل المظاهرات التي حدثت مؤخرًا في السويداء ودرعا، أو بإنشاء منتديات جديدة لجمع القوى الدافعة السورية أينما كانت”.

وأشارت إلى أن الوضع القائم على الأرض يظهر بشكل جلي أنه لا يمكن تسوية هذا الصراع عسكرياً، وأن الحل السياسي وحده ما يحقق السلام الدائم للسوريين، مضيفة أن سوريا تعاني من تداعيات الصراع الدائر في قطاع غزة، مما يزيد من خطورة وصول الصراع إليها.

وحذرت السفيرة الفرنسية من أن احتمالية فتح جبهة جديدة مع إسرائيل في سوريا قد تزيد من زعزعة استقرار البلاد وتفاقم معاناة السوريين، موضحة أن الوضع الراهن ليس حلا قابلا للاستمرار أيضا، وأنّ سوريا شهدت مؤخرا أسوأ تصعيد عسكري لها منذ 4 سنوات مع ارتفاع حدة التوتر والعنف في أرجاء البلاد كافة، كما أن الوضع الإنساني أليم وظروف السوريين المعيشية تستمر بالتدهور.

كما حذرت من أنّ ترك الوضع على ما هو عليه سيؤدي إلى زيادة حدة عدم الاستقرار، ليس في سوريا فحسب وإنما في المنطقة بأكملها، معتبرة أنّ الأزمة الحالية في غزة تظهر كيف يمكن للأزمات “المجمدة” أن تنفجر في أي وقت في حال لم تتم معالجة جذور الصراع.

وأشارت إلى أنه يتوجب على المجتمع الدولي العمل للتوصل إلى حل سياسي للصراع، لأنه السبيل الوحيد لدفع النظام إلى تغيير سلوكه، مضيفة أن فرنسا مستمرة في التواصل مع لجنة الاتصال العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى