الرقة في وجه “قسد”.. لا مكان لشيوخ التبعية والعملاء

سورية – الرقة – 8- مارس- 2025
في زمن الفوضى، يخرج على الناس من يبيع اسمه وتاريخه مقابل فتات المناصب ورضا المحتل. هكذا يفعل ما يُسمّون بـ”شيوخ العشائر” الموالين لميليشيا “قسد”، الذين لم يعرفوا من الزعامة إلا مقعدًا في مؤتمر، وصورة أمام كاميرات ممولة، وبيانًا لا يعبّر إلا عن جيوبهم.
أهالي الرقة قالوها بوضوح: هؤلاء لا يمثلوننا، ولا يملكون شرعية بيننا. فمن انتقل بين أحضان النظام وداعش وأمريكا، ليستقر اليوم في حضن “قسد”، لا يحق له أن يتحدث باسم شعب قدّم دماءه دفاعًا عن كرامته.
ما يُسمّى بـ”مؤتمر الحسكة” ليس إلا مسرحية سياسية رخيصة لتجميل وجه سلطة أمر واقع فاشلة. الهدف ليس الحوار، بل صناعة واجهة قبلية مزيفة تُستخدم لتسويق مشروع انفصالي يخدم أجندات الخارج. هذه الخيام ليست بيوت العرب، وهذه الكلمات المنمقة ليست صوت الرقة.
الرقة التي أسقطت هيبة النظام، ورفضت بطش داعش، وخرجت ضد قسد بصدور عارية، لن تبيع إرادتها بثمن بخس. هذه مدينة علّمت الجميع أن الأرض تُحمى بالرجال، لا بالمؤتمرات المدفوعة الأجر، وأن الشرعية تُنتزع من الشارع، لا من مكتب مسؤول في قاعدة أجنبية.
الرقة ليست رقعة شطرنج تحركون قطعها كيف تشاؤون. من يظن أن شراء الولاءات أو تزوير التمثيل سيمنحه سلطة دائمة، فليقرأ تاريخ هذه المدينة جيدًا. هنا، يسقط المحتل مهما تعددت أسماؤه، وينهزم من يتآمر على إرادة الناس، مهما لبس من عباءة أو حمل من لقب.
الرقة تعرف أبناءها الشرفاء، وتعرف أيضًا عملاءها. الشرعية هنا تُكتب بالدم، وتُحفظ بالوفاء، وتُسقطها رصاصة غدر واحدة أو توقيع على ورقة خيانة. فإلى كل شيوخ المنافع: أنتم تمثلون أنفسكم، أما الرقة.. فهي أكبر منكم ومن كل مشاريعكم.
#سورية #الرقة #قسد
إعداد: الصحفي رياض الخطيب