التقارير الإخباريةمحلي

الرئيس الشرع يغلق مكتب شقيقه في دمشق ويطلق حملة تطهير ضد الفساد: “هل نسيتم أنكم أبناء الثورة؟”

دمشق- رويترز- 31-اكتوبر-2025
إعداد: الصحفي رياض الخطيب

في خطوةٍ غير مسبوقة منذ توليه السلطة، كشف تقرير لوكالة رويترز أن الرئيس السوري “أحمد الشرع” أصدر قرارًا بإغلاق مكتب شقيقه الأكبر جمال الشرع في العاصمة دمشق، وختمه بالشمع الأحمر، وسط اتهاماتٍ باستغلال النفوذ لتحقيق مكاسب شخصية عبر علاقاتٍ مع رجال أعمال ومسؤولين حكوميين.

ووفقًا للمصدر، فقد تضمن القرار توجيهًا رسميًا إلى جميع المؤسسات الحكومية بوقف التعامل مع جمال الشرع أو مكتبه نهائيًا، في إطار حملة واسعة لمكافحة الفساد كان الرئيس قد أطلقها فور توليه مقاليد الحكم.

الحكومة السورية من جانبها نفت أن يكون جمال الشرع يشغل أي منصب رسمي في الدولة، مؤكدةً أن قرار الإغلاق جاء “ضمن الإجراءات القانونية العادية الرامية إلى ضبط التجاوزات وحماية المال العام من أي استغلال للنفوذ أو القرابة”.

مصادر مطلعة أشارت إلى أن الرئيس الشرع عقد اجتماعًا مغلقًا في معبر باب الهوى بإدلب، ضم عددًا من كبار المسؤولين، حيث وجّه لهم توبيخًا حادًا قائلاً: “هل نسيتم أنكم أبناء الثورة؟”، في إشارةٍ إلى ما وصفه بتنامي مظاهر الترف والبذخ بين بعض المسؤولين الجدد.

وخلال الاجتماع ذاته، وبحسب التسريبات، عبّر الرئيس عن استيائه من العدد الكبير لسيارات الفخمة المتوقفة خارج القاعة من طراز كاديلاك إسكاليد ورانج روفر وشيفروليه تاهو وغيرها، قبل أن يأمر بمصادرة مفاتيح عدد منها، في رسالةٍ رمزيةٍ إلى أن “عهد الرفاهية على حساب الشعب قد انتهى”.

وتأتي هذه التطورات في وقتٍ تشهد فيه البلاد مرحلةً جديدة من إعادة بناء مؤسسات الدولة، وسط وعودٍ رئاسيةٍ بإرساء العدالة والمساءلة، وتأكيدٍ على أن مكافحة الفساد ستشمل “الجميع دون استثناء، مهما كانت صلتهم بالسلطة”.

وتُعدّ تلك الخطوة للرئيس أحمد الشرع في إغلاق مكتب شقيقه رسالة سياسية قوية على المستويين الداخلي والخارجي، تعكس تصميمه على ترسيخ مبدأ المساءلة والشفافية داخل بنية الحكم الجديدة في سوريا. فبعد سنواتٍ من تغلغل المحسوبيات في مؤسسات الدولة، تأتي هذه الخطوة لتؤكد أن لا أحد فوق القانون، حتى لو كان من الدائرة العائلية الأقرب.

محللون يرون أن هذه القرارات الصارمة ستعزز من رصيد الشرع الشعبي، لا سيما بين فئات الشباب والكوادر الثورية التي طالبت مرارًا بإنهاء مظاهر الفساد والترف في الطبقة الإدارية. كما أنها تمنح الحكومة دفعة من المصداقية في مساعيها لبناء دولة مؤسسات حديثة تقوم على الكفاءة والعدالة.

أما على الصعيد الخارجي، فتعكس الإجراءات رسالة طمأنة للدول الداعمة لمسار إعادة الإعمار والاستقرار، بأن القيادة الجديدة ماضية في مشروع الإصلاح الجاد، وبأن “الثورة لم تُخطف من أبنائها”.
بهذه الخطوة، يبدو أن الرئيس الشرع يسعى لترسيخ صورة “الرجل الحازم” الذي لا يتردد في مواجهة الفساد، حتى داخل عائلته، وهو ما قد يشكّل نقطة تحوّل في علاقة الشعب بالسلطة في سوريا الجديدة.

#رويترز #سوريا #دمشق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى