اشتباكات في حوار كلس شمال حلب بين القوة المشتركة وصقور الشمال…لمصلحة من ضرب فصائل الثورة بهذا التوقيت؟
في تصعيد عسكري جديد، اقتحمت القوة المشتركة التي تضم العمشات والحمزات مقرات فصيل صقور الشمال المنضوي مؤخرًا تحت صفوف الجبهة الشامية في الفيلق الثالث التابع للجيش الوطني السوري، في منطقة حوار كلس شمالي حلب، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة بين الطرفين.
وفي تفاصيل الواقعة، استهدفت القوة المشتركة مقرات صقور الشمال باستخدام حشوات الـ RPG وقذائف الهاون، وكما استخدمت الدبابات والمصفحات في الهجوم، على إثر ذلك خرج رتل عسكري من الجبهة الشامية متجهًا نحو مقرات صقور الشمال، محاولة فض النزاع.
وتشير المعلومات إلى أن الهجوم جاء بناءً على أوامر لضرب الفصائل الثورية الرافضة التطبيع مع النظام، في إطار تنفيذ الاتفاقيات التركية الروسية، ويتساءل الناشطون لمصلحة من يأتي هذا الهجوم في هذا التوقيت بالتحديد، خاصة مع اقتراب مؤتمر الأستانة وفتح باب التطبيع مع النظام وأنقرة الأمر الذي جعل أنقرة تستدرج المعارضة لفتح معبر أبو الزندين بالإضافة للغارات الروسية المكثفة على إدلب.
وفي الحديث عن الأضرار والإصابات، فلقد أسفرت هذه الاشتباكات عن إصابات في صفوف القوة المشتركة، مع تواصل للاشتباكات العنيفة بين الطرفين في المنطقة، وقد شهدت مناطق سجو وأعزاز وحوار كلس استنفارًا عسكريًا عامًا للجبهة الشامية، في حين أصدرت قيادة صقور الشمال أوامر لعناصرها بعدم إطلاق النار إلا في حال تعرضهم للهجوم من الفصائل الأخرى.
ولقد دخلت الجبهة الشامية إلى حوار كلس من أطراف قرية أكدة، مما يعكس حالة الاستنفار العام بين غالبية فصائل الجيش الوطني، وتتزايد المخاوف من تفاقم الوضع، حيث يتزامن الاقتتال الداخلي مع شماتة قوات نظام الأسد عبر قنواتها الإعلامية.
ومن الجدير بالذكر أن الاشتباكات بين القوة المشتركة وصقور الشمال، مستمرة مما ينذر بمزيد من التصعيد في المنطقة، ويبقى الوضع متوترًا، ويطالب العديد من الناشطين بضرورة الحوار والتفاهم بين الفصائل لتجنب المزيد من الاقتتال الذي قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع في المنطقة.
ويذكر أن الخلاف قد انطلق عندما أصدرت وزارة الدفاع العاملة في الحكومة السورية المؤقتة أمرًا يقضي بدمج فصيل “لواء صقور الشمال” داخل صفوف القوة المشتركة، مبررة ذلك بإعادة هيكلية الجيش الوطني وفق خطة إصلاحية شاملة، ومع تسارع الأحداث، صدر قرار آخر يقضي بحل الفصيل الثوري بالكامل وتوزيع سلاحه للشرطة العسكرية وأمن الحدود.
قابل قائد الفصيل حسن خيرية هذا القرار بالرفض، ليعلن الفصيل مباشرة انضمامه للجبهة الشامية، حيث صرح قائلًا: “صقور الشمال فصيل تأسس بزمن الجيش الحر ورفع علم الثورة السورية العظيمة ولا يحق لأي جهة اتخاذ قرار بحله سواء داخلية أو خارجية، ولا يوجد عاقل يسلم سلاحه في حرب”.
الأمر الذي جعل الحكومة تدفع القوة المشتركة إلى مواجهة الجبهة الشامية بهدف منع انضمام لواء صقور الشمال، لتسرع الجبهة الشامية بترحيب انضمام صقور الشمال إلى صفوفها، لتظهر عقب ذلك متحدية لقرار وزارة الدفاع ومن يدعم ذلك القرار.
مبررة موقفها بأن ليس من الحق مسح فصيل ثوري تاريخُه مخضب بالنضال. كما رفضت الجبهة الشامية في الاجتماع أي تنازل، مؤكدة أنها لن تتراجع عن أي قرار يتعلق برفض انضمام صقور الشمال إليها، معتبرةً أن “صقور الشمال” أصبح جزءًا لا يتجزأ منها منذ لحظة الاندماج.