التقارير الإخبارية

مركز أبحاث: من المتوقع أن تغلق روسيا المجال الجوي السوري أمام الطائرات الإسرائيلية… وأمام تل أبيب خيارين

نشر مركز “مسارات للحوار والتنمية السياسية”، السبت 23 تموز/ يوليو، ورقة تحليلية بعنوان “تطورات الموقف الإسرائيلي من الحرب الروسية ـ الأوكرانية وانعكاساته على الملف السوري”، وذلك على خلفية تصريحات وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي بيني غانتس، الخميس 21 تموز/ يوليو التي حسم الجدل فيها بخصوص موقف  تل أبيب من الغزو الروسي لأوكرانيا قائلا “إسرائيل تقف في صف أوكرانيا والغرب في مواجهة الحرب الروسية على أوكرانيا”. 

وأشار المركز أنه “بعد الموقف الضبابي والمتردد من العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، ومحاولة تل أبيب لعب دور الوسيط بين روسيا والدول الأوربية، والتي تمثلت في زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت لموسكو في آذار/ مارس الماضي ولقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ أخذت إسرائيل منحىً مختلفًا في علاقاتها مع موسكو وموقفها من الحرب الروسية ـ الأوكرانية”، وذلك من خلال التصريح المفاجئ لوزير الدفاع الإسرائيلي. 

وتوقع المركز أن يحمل الإعلان الإسرائيلي عدة انعكاسات على الملف السوري، أبرزها “أن تغلق روسيا المجال الجوي السوري أمام الطائرات الإسرائيلية التي تنفذ عمليات متكررة تستهدف مواقع لنظام الأسد والمليشيات الإيرانية وحزب الله”.

وأضاف في هذا السياق: “يبدو أن موسكو بدأت بالفعل بالتضييق على التحركات الإسرائيلية في الأجواء السورية، حيث أدانت موسكو للمرة الأولى الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت مطار دمشق الدولي، وذلك على خلفية إدانات إسرائيلية لعمليات القصف الروسي الذي يستهدف المدنيين في أوكرانيا”، مشيرًا إلى تقديم موسكو حينها مشروع قرار لإدانة القصف الإسرائيلي في مجلس الأمن. 

وأشار المركز إلى أن الهجمات الجوية الأخيرة التي تمت الخميس 21 تموز/ يوليو واستهدفت مواقع عسكرية في منطقة “السيد زينب” بريف دمشق، انطلقت من الجولان المحتل، بحسب ما أفادت به وكالة الأنباء الرسمية التابعة لنظام الأسد “سانا”، وهو ما يؤكد أن تل أبيب باتت تواجه مشكلات بخصوص تحليق مقاتلاتها فوق الأراضي السوري.

وعن خيارات تل أبيب بحال أقدمت موسكو على إغلاق المجال الجوي أمام مقاتلتها قال المركز: “إن تل أبيب ستكون في المرحلة القادمة أمام خيارين في تنفيذ ضرباتها العسكرية بسوريا”، أما الخيار الأول فهو “تنفيذ الهجمات الصاروخية من الجولان المحتل، سواء باستخدام صواريخ أرض ـ أرض، أو بصواريخ جو ـ أرض، من خلال تنفيذ الغارات انطلاقًا من أجواء الجولان المحتل دون اختراق المقاتلات الإسرائيلية الأجواء السورية، كما حدث ليلة أمس”، في حين عرضت الورقة الخيار الثاني المتمثل بـ”تنفيذ الهجمات الصاروخية من فوق الأراضي اللبنانية”، مشيرة إلى أنه “سبق واستخدمت تل أبيب الأجواء اللبنانية في عملياتها على سوريا، ورفع لبنان شكوى إلى الأمم المتحدة في آب/ أغسطس 2021 لـ”إدانة الخروقات الإسرائيلية للأجواء اللبنانية والاعتداء على سيادته” غداة تنفيذ الطيران الحربي الإسرائيلي غارات جوية ضد أهداف في سوريا انطلاقا من تلك الأجواء، وهو ما يجعل من الخيار الثاني معقدًا بعض الشيء إلا أنه خيار وارد ومجرب بالنسبة لتل أبيب”. 

كما توقع المركز  أن “تطلق روسيا يد الميليشيات الإيرانية في الجنوب السوري، بحال تطور دعم تل أبيب لأوكرانيا في مواجهتها مع موسكو”، وأن تشهد المنطقة بعض المناوشات على الحدود الشمالية لإسرائيل، مشيرًا لتنامي التنسيق بين روسيا وإيران في مواجهتهما مع الولايات المتحدة وأوروبا، وتوقيع البلدين للعديد من الاتفاقيات المشتركة على هامش قمة طهران مؤخرًا، أبرزها اتفاقية تعاون استراتيجي بين شركة النفط الإيرانية وشركة غاز بروم بقيمة 40 مليار دولار، تعد الأكبر في تاريخ قطاع النفط الإيراني بحسب مدير الشركة، إضافة لتسريبات حول عقد صفقة بيع طائرات مسيرة إيرانية لموسكو، لينوه المركز عقب ذلك “قد نشهد تنسيقًا جديدا بين موسكو وطهران ضد إسرائيل وضد الوجود الأمريكي في سوريا في المرحلة القادمة”.

وختم المركز الورقة بالإشارة إلى أنه بحال تصاعد الخلافات الروسية ـ الإسرائيلية فمن المتوقع أن “تدفع تل أبيب بالدول الغربية والولايات المتحدة لإعادة دعم قوات المعارضة في الجنوب السوري” مشيرا لاحتمالية أن تشهد المنطقة “تحركات عسكرية لقوات المعارضة انطلاقًا من قاعدة التنف على الحدود السورية ـ الأردنية ـ العراقية، ضد تلك الميليشيات، وتسارع في التنسيق بين تل أبيب وعمان التي أعربت عن قلقها من  تنامي الوجود الإيراني على حدودها الشمالية الغربية مؤخرًا، وعقدت عدة اجتماعات مع قوات المعارضة في قاعدة التنف”.

يشار إلى أن مركز “مسارات للحوار والتنمية السياسية”، هو مركز سوري يعنى بالتأهيل والتدريب السياسي والقانوني، وتركز أوراقه البحثية والتحليلية على الملف السوري وكل ما يتعلق به من تطورات إقليمية ودولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى