مركز أبحاث سوري: إيران فشلت في مواجهة استراتيجية “إطلاق الرصاص على القدمين” التي تنتهجها إسرائيل.
نشر مركز “مسار للحوار والتنمية السياسية”، اليوم السبت، ورقة تحليلية بعنوان: “زيارة وزيرة الخارجية الإيراني لـ “دمشق” التوقيت والدلالات”، يشرح خلالها أهم أسباب الزيارة ودلالاتها.
وفي هذا السياق قال المركز “إن الزيارة تأتي مع انطلاق جولة جديدة من المفاوضات النووية في العاصمة القطرية، الدوحة، الأمر الذي يمكن قراءته بأن عبد اللهيان سيدفع خلال زيارته بنظام الأسد والمليشيات الشيعية في سوريا للتصعيد ضد الوجود الأمريكي في الفترة القادمة، وذلك لتقوية موقع بلاده التفاوضي أمام واشطن”.
بينما علل المركز أن أسباب عقد مؤتمر صحفي بين وزير خارجية النظام ووزير الخارجية الإيراني في مطار دمشق الدولي، يهدف لإرسال “رسالة تحد” لإسرائيل التي قامت بقصف المطار قبل أسابيع قليلة.
في حين تطرقت الورقة التحليلية للقصف الإسرائيلي على مواقع للمليشيات الإيرانية جنوبي طرطوس اليوم السبت، وأن ذلك “يحمل رسائل إسرائيلية حازمة لطهران، بحال كانت تل أبيب على علم مسبق بالزيارة، وهو أمر غير مستبعد وسط الاختراقات التي نجح الموساد بتحقيقها في الفترة الماضية”.
وأشار المركز إلى تصريحات عبد اللهيان حول رفضه العملية العسكرية التركية، وسعي بلاده لـ “إحلال السلام بين تركيا وسوريا”، معللا ذلك بأن إيران “تحاول لعب دور الوسيط بين الجانبين”، مشيرًا إلى أن “تناقض التصريحات الإيرانية التي أدلى بها عبد اللهيان في أنقرة ودمشق يشي بصعوبة تقريب وجهات النظر، خاصة مع إصرار تركيا على إطلاق عمليتها العسكرية، وتصريحات إيران بأنها تعارض أي عمل عسكري في سوريا”.
كما نوه المركز إلى أن “الشمال والشمال الشرقي لسوريا، ضمن المجال الحيوي للمشروع الإيراني، لذلك لا ترى طهران خطرًا كبيرًا في الوجود التركي على مشروعها”، وأن ذلك من شأنه تفسير سعي طهران لتطبيع العلاقات بين نظام الأسد وتركيا.
واختتمت الورقة بالإشارة إلى أن تصريحات عبد اللهيان السابقة في أنقرة تحمل “نوعًا من المناورة السياسية، والغزل الدبلوماسي”، وذلك بعد الأزمة التي نشبت بين الطرفين نتيجة إلقاء أنقرة القبض على خلية أمنية تعمل لصالح الاستخبارات الإيرانية متورطة بالتخطيط لهجمات ضد “سياح إسرائيليين”، مضيفة: “إن طهران قدمت بعض التنازلات مقابل إغلاق تركيا لملف الجواسيس الإيرانيين”، إلا أنها بعد إغلاق الملف “سياسيًا وإعلاميًأ” تراجعت عن موقفها لـ”تنسخ زيارة دمشق ما تعهد به عبد اللهيان في أنقرة”.