تحركات مشبوهة وتنسيق غير معلن بين “قسد” وفلول النظام وروسيا وفصائل درزية تُغرق سوريا في دوامة فوضى

تتسارع التطورات الميدانية في عدد من المحافظات السورية، وسط إشارات قوية إلى وجود تنسيق غير مباشر بين جهات عسكرية مختلفة، تشمل قوات النظام السوري السابق، وميليشيا قسد، وفصائل درزية مسلحة، بدعم من القوات الروسية. هذا “التناغم” بحسب مراقبين، يهدف إلى تكريس الفوضى، وإعادة رسم خارطة السيطرة، على حساب المدنيين.
ريف اللاذقية يحترق.
اندلعت في الأيام الأخيرة حرائق واسعة النطاق في مناطق مختلفة من ريف اللاذقية، وسط اتهامات موجهة لبقايا النظام السوري بافتعال هذه النيران بهدف تهجير السكان وفرض وقائع ديموغرافية جديدة.
مصادر محلية تحدثت عن تدمير مساحات واسعة وشاسعة من الأراضي وتضرر قرى بالكامل.
قسد تصعّد: قتلى من الأطفال واعتقالات جماعية
في مناطق شمال شرق سوريا، تتواصل الانتهاكات على يد “قوات سوريا الديمقراطية (قسد)”، حيث قُتل عدد من الأطفال برصاص عشوائي، فيما أفادت تقارير محلية بوجود حالات تصفية للأسرى، إضافة إلى حملات اعتقال طالت ناشطين وشبابًا مدنيين.
كما تعاني المناطق من انقطاع المياه والكهرباء في ظل موجة حر خانقة، وسط اتهامات لـ”قسد” باستخدام الحصار الخدمي كوسيلة ضغط سياسي.
السويداء: الفوضى تبتلع المدينة
وفي الجنوب، لا تزال محافظة السويداء تعاني من انفلات أمني واسع، حيث شنت فصائل مسلحة تابعة لشخصيات درزية نافذة هجمات على أحياء مدنية، وحرقت منازل تعود لعائلات من أبناء البدو، ما أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين.
كما وردت تقارير عن اقتحام مشافٍ ومراكز طبية، ومنع تقديم الإسعاف لغير المقاتلين التابعين لحركة رجال الكرامة، فيما قامت تلك الميليشيات الخارجة عن القانون بقتل و اسر عدد من عناصر وزارة الدفاع السورية بحسب فديوهات مؤكدة نٌشرت على مواقع التواصل الأجتماعي وهي تٌعتبر جريمة حرب.
القامشلي: تحركات روسية وتحضيرات لانقلاب؟
رُصدت تحركات لافتة للقوات الروسية في مدينة القامشلي، برفقة ضباط من النظام السوري، بعضهم سبق أن اختفوا عن المشهد خلال العام الماضي.
مصادر أمنية محلية تحدثت عن استعدادات لتغيير محتمل في التوزيع العسكري، قد يصل إلى حد الانقلاب المحدود على قيادات محلية أو فصائل مسلحة موجودة في المنطقة.
المشهد العام: انهيار سياسي واقتراب الانفجار
كل هذه التطورات تعيد إلى الواجهة سؤالًا خطيرًا: من يدير الفوضى في سوريا؟
فبينما تُتهم “قسد” بتنفيذ أجندة انفصالية، والنظام بإعادة إحكام القبضة عبر سياسة الأرض المحروقة، وبينما تنشط روسيا في تحريك الأحجار في الشمال الشرقي، تبقى النتيجة واحدة: سوريا تتجه نحو مزيد من التقسيم والفوضى.
يؤكد ناشطون حقوقيون أن الشعب السوري لم يعد قادرًا على تحمّل هذا العبث المستمر، ويطالبون بتحرك شعبي وسياسي واسع يجتثّ هذه المشاريع التخريبية، قبل أن تنهار البلاد بشكل كامل.
إعداد الصحفي: رياض الخطيب
سوريا: تقارير و تحقيقات