وزير الدفاع التركي: سننشئ ممرا آمنا على حدودنا مع العراق وسوريا
أكد وزير الدفاع التركي “يشار غولر”، أن العمليات التي نفذتها قوات بلاده في شمال العراق وسوريا “كبّدت” حزب العمال الكردستاني “pkk” خسائر فادحة يوميا.
جاء ذلك في حوار مع قناة الجزيرة نت، حيث تحدث “غولر” عن توقيع مذكرة تفاهم مع العراق تعتبر نقطة تحول في علاقاتهما، مشددا على سعي أنقرة إلى جعل التعاون في “مكافحة الإرهاب” دائما بين البلدين “للإسراع في تفكيك الحزب وضمان الاستقرار والأمن في المنطقة”.
واضاف: “تواصل قواتنا المسلحة التركية كفاحها ضد جميع أنواع التهديدات والمخاطر، بما في ذلك منظمات حزب العمال الكردستاني، وقوات سوريا الديمقراطية، وتنظيما الدولة، وفتح الله غولن “الإرهابي”، بزيادة الضغط والوتيرة”.
وتابع: “من خلال العمليات التي نفذناها في شمال العراق وسوريا، قمنا بتدمير “ممر الإرهاب” الذي كان يراد إنشاؤه على حدودنا، وضمان أمنها من الأمام، وأؤكد على هذا النجاح المهم”.
وشدد وزير الدفاع التركي على أن تركيا هي الدولة التي تحملت العبء الأكبر ماديا ومعنويا واجتماعيا للأزمة الإنسانية الناتجة عن النزاع في سوريا.
وبين غولر أن تنظيم الدولة ومن ثم منظمات حزب العمال الكردستاني، والاتحاد الديمقراطي (وحدات حماية الشعب)، ومنظمة “إس دي جي”، حاولوا الاستفادة من فراغ السلطة في سوريا لإنشاء “دولة إرهابية” هناك.
وأكد وزير الدفاع التركي أنه بين عامي 2013 و2017، قُتل أكثر من 600 مدني بريء وجُرح أكثر من 1000 آخرين جراء الهجمات التي نُفذت من شمال سوريا على بلدنا. كما واجهت تركيا موجة هجرة كثيفة.
ونتيجة لذلك وفي إطار حقوقنا المستمدة من القانون الدولي، منعنا إنشاء “ممر إرهابي” على حدودنا من خلال عمليات “درع الفرات”، و”غصن الزيتون”، و”نبع السلام”، و”درع الربيع” التي نفذناها ضد التنظيمات الإرهابية في سوريا، وضمنّا أمن حدودنا من الأمام.
كماأضاف: أنشأنا منطقة معيشة آمنة ومستقرة للسوريين الذين يعيشون في المنطقة أو الذين هاجروا منها. وتستمر أنشطتنا الإنسانية ودعم البنية التحتية لتطبيع الحياة في سوريا، ونريد أن نراها مستقرة ديمقراطية وموحدة سياسيا كجارة لنا.
ولا يوجد تفسير مختلف لمفهوم الممر الأمني في العراق أو سوريا؛ حيث يهدف إلى منع وصول “اليد الدموية للتنظيمات الإرهابية” إلى شعبنا وأراضينا عن بُعد دون تشكيل تهديد. نحن عازمون تماما على إنشائه على طول حدودنا مع بغداد ودمشق.
واوضح أنه ستكون عناصر حزبي العمال الكردستاني، والاتحاد الديمقراطي وتنظيم الدولة في سوريا والعراق أهدافا مشروعة لنا كما كانت في الماضي. لن يتوقف كفاحنا بعزم وتصميم حتى يصبح “الإرهابيون الملطخة أيديهم بالدماء” -بغض النظر عمن يقف خلفهم ويدعمهم- غير قادرين على تهديد بلدنا ومنطقتنا.
ورداً على سؤال ما إذا كان هناك اجتماع مع النظام السوري حول هذا الموضوع، قال:
تُعقد الاجتماعات مع النظام السوري فقط في أستانا بمشاركة إيران وتركيا وسوريا وروسيا. وهدفنا هو التوصل إلى حل سياسي في دمشق على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم (2254).
وقد كلف الرئيس أردوغان وزير الخارجية هاكان فيدان بهذا الشأن، وأملنا هو بدء عملية جديدة مع جارتنا على أساس عقلاني.
وصوّت مجلس الأمن على القرار يوم 18 ديسمبر/كانون الأول 2015، وينص على بدء محادثات السلام بسوريا في يناير/كانون الثاني 2016، وبينما أكد أن الشعب السوري هو من يقرر مستقبل البلاد، دعا إلى تشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات برعاية أممية مطالبا بوقف أي هجمات ضد المدنيين بشكل فوري.
وشدد الوزير على أن تعاون الولايات المتحدة مع حزب العمال الكردستاني وقوات حماية الشعب لا يتوافق مع روح التحالف، ويعرّض سلامة الأراضي العراقية والسورية للخطر. وإذا كان الهدف هو مكافحة “تنظيم الدولة”، فيجب أن يتم التعاون مع الحلفاء وليس مع “الإرهابيين”، وقد أعربنا عن استعدادنا لذلك دائما.
وجدير بالذكر أن القوات المسلحة التركية الشجاعة كانت الأكثر فعالية في مكافحة “تنظيم الدولة” في عملية “درع الفرات”، حيث أوقفت آلاف “الإرهابيين” وجعلت هذا التنظيم في حالة انهيار. ونتوقع من حلفائنا، وخاصة واشنطن، تغيير مواقفهم تجاه القضايا التي تؤثر بشكل مباشر على أمننا الوطني تحت ستار مكافحة هذا التنظيم.
وكانت إجابة غولر على سؤال، هل تفكرون في عملية عسكرية عبر الحدود إلى سوريا في المستقبل القريب؟
إن القيام بعمليات أو حملات عسكرية في إطار القانون الدولي وحقنا في الدفاع المشروع من أجل أمن بلدنا وحدودنا هو حق طبيعي لتركيا. ولا يتوقع أحد منا أن نبقى متفرجين على ما يحدث، وستستمر أنشطتنا في المنطقة ما دام “التهديد الإرهابي” قائما، وهدفنا الوحيد هو “الإرهابيون”.