علقت إدارة “معبر دارة عزة” التابع لـ”هيئة تحرير الشام”، شمال غربي سوريا، اليوم الأحد 3 آذار/ مارس، على عرقلة المعبر دخول علف الحيوانات من ريف حلب إلى إدلب، وأرجعت ذلك إلى “خلل بفهم” تعميم حول دخول بعض المواد من قبل أحد عناصر المعبر.
وحمّلت إدارة المعبر الداخلي الذي يفصل بين مناطق إدلب وغربي حلب الخاضعة لسيطرة تحرير الشام ومناطق شمال حلب الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني السوري، مسؤولية الحادثة للعنصر، في بيان نشرته معرفات إعلامية تابعة للهيئة.
وفسَر متابعون البيان للتنصل من مسؤولية الهيئة ومحاولة تمييع القضية وجعلها “خطأ فردي” لا سيّما أن عرقلة وتأخير المارة سياسية متبعة بشكل ممنهج وفق شكاوى كثيرة أفاد بها المسافرين بين مناطق شمال غربي سوريا.
وأكد البيان تأخير أحد المارة لمدة تزيد عن الساعة رغم طلباته المتكررة لتسهيل أمره ما أدى إلى ردة فعل من السائق وحرقه للأكياس خارج المعبر، وعند القيام بالمراجعة الدورية للكاميرات من قبل إدارة المعبر لوحظ الموقف، وتم فتح تحقيق داخلي فيه، واتخذت
الإجراءات العقابية اللازمة.
واختتمت إدارة المعبر بالإشارة إلى توجيه دعوة رسمية للجلوس مع السائق الذي وقعت عليه المظلمة ولفتت إلى بالاستماع لشكايته وتقديم اعتذار رسمي من وتعويضه عن الأضرار التي لحقته بسبب هذه الحادثة رغم إصراره على عدم اخذ هذا التعويض وانه قد وصلته حقوقه باستماع مظلمته، وفق تعبيرها.
وكانت منعت عناصر أمنية على معابر “هيئة تحرير الشام” الفاصلة بين مناطق سيطرتها ومناطق سيطرة الجيش الوطني في الشمال السوري، يوم الجمعة الماضي دخول سيارة تحمل كميات من مادة “التبن” المخصصة كعلف للحيوانات من دخول مناطق إدلب بحجة وجود قرار يحظر ذلك، مادفع مالك السيارة إلى إحراق حمولته قرب المعبر.
وفي التفاصيل، قال مواطن في رسالة صوتية إن شقيقته كانت تقيم في مدينة عفرين بريف حلب الشمالي، وانتقلت إلى إدلب شمال غربي سوريا، وخلال تواجدها شمالي حلب كانت تعمل في تربية بعض المواشي وطلبت منه أن يذهب إلى سكنها القديم ويجلب كميات من “التبن” تركتها في المكان.
ولفت إلى أنه عانى من صعوبات كبيرة خلال تحميل الكميات التي تقدر بأقل من 2 طن، وعند وصوله إلى حاجز معبر الغزاوية التابع لهيئة تحرير الشام، تفاجئ بمنعه من دخول مناطق إدلب بقرار وزاري، ورغم المحاولات بأنّ يتم السماح له بالدخول إلا أن الرفض القاطع كان سيد الموقف ما دفعه إلى رمي كميات “التبن” في منطقة قريبة من المعبر إحراقها.
وأثارت الحادثة حالة من الاستنكار من سياسة تحرير الشام التي تقطع أوصال المناطق المحررة بمعابر داخلية، وسط تضييق كبير على السكان وتحظر معابر تحرير الشام دخول الكثير من المواد بحجة دعم المزارعين، وتسمح بدخول بعضها بعد إخضاعها لعملية الترسيم ودفع ضرائب ورسوم مالية.
هذا واشتكى مواطنون في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، من تواصل التضييق والإجراءات التي تفرضها المعابر الداخلية التابعة لـ “هيئة تحرير الشام”، التي تفصل بين عفرين وإدلب، دون مراعاة الظروف التي يمر بها السكان.
وفي ظل الإرهاق الذي يصيب المسافرين بين المنطقتين، تستمر المعاناة مع إجراءات المعبر التي تتسبب بحالة من الزحام الشديد، وذلك بدلا من تسهيل عبور المواطنين، وسط تجاهل معاناتهم والاستمرار بعرقلة عبورهم.
وتجدر الإشارة إلى أن “هيئة تحرير الشام” تقيم معبر يربط بلدة دير سمعان التي تسيطر عليها مع ببلدة الغزاوية بريف عفرين الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني ويعرف بـ”معبر الغزاوية”، يضاف إلى ذلك معبر آخر يربط بين بلدة أطمة بريف إدلب مع بلدة دير بلوط شمالي حلب ويعرف بـ “معبر دير البلوط”، وطالما تثير آلية تعامل عناصر “هيئة تحرير الشام”، من حيث إجراءات العاقلة.