هل بدأت تركيا باتخاذ إجراءات فعلية لمكافحة العنصرية؟
بعد تنامي موجة العنصرية في تركيا وازدياد حدتها لتصل إلى جرائم فعلية أدت لمقتل 5 سوريين في البلاد، لتصل إلى هجوم على السياح العرب آخرهم السائح الكويتي، التي أثارت قصته الرأي العام، ووضعت الحكومة التركية أمام البحث عن حل جذري للقضية.
قال الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” إن مرتكبي ما وصفها بالاعتداءات الدنيئة على السياح في تركيا سينالون عقابهم، مشيرًا إلى أن بلاده تأثرت بالعنصرية التي تتفشى في أوروبا، حسب تعبيره.
وتوعد أردوغان بمحاسبة مروجي العنصرية والكراهية، وذلك في تصريحات أثناء عودته من اجتماعات الدورة الـ 78 الأمم المتحدة في نيويورك، أمس الخميس 21 أيلول/ سبتمبر، قائلًا: ” سنحبط جهود حفنة المحتالين الذين ينشطون على وسائل التواصل الاجتماعي لتفريق شعبنا وتحويل بلادنا إلى ساحة معركة”.
وأضاف: “لن نسمح لهذه الألعاب الخبيثة التي تدمر نسيجنا الاجتماعي، من استفزازات منظمات إرهابية، وبعض السياسيين، إلى سمّ العنصرية وكراهية الأجانب بأن تتجذر”.
وتابع: “تركيا دولة قانون، ومرتكبي الاعتداءات الدنيئة ضد ضيوفنا سينالون العقوبات اللازمة وفق القانون”، مؤكدًا أن الجهات الأمنية في بلاده تتخذ أقصى درجات الحذر إزاء مثل هذه الاستفزازات وتكثف إجراءاتها يومًا بعد يومًا.
وقال أردوغان إن بلاده تأثرت بما وصفه بوباء العنصرية الذي ينتشر بسرعة في الدولة الأوروبية التي تسوق نفسها على أنها مهد الحضارة، مشيرًا إلى أن هناك “محاولة لخلق تصور بأن الأحداث الفردية التي تغذيها الفئات المهمشة، يتم تنفيذها ودعمها من قبل المجتمع بكامله”.
وكان وسم “أوميت أوزداغ”، قد تصدر مواقع التواصل الاجتماعي وسط مطالبات متزايدة بمحاسبته بسبب خطاب الكراهية الذي يتبناه، واتهم بأنه المسؤول عن تصاعد ظاهرة العنصرية تجاه العرب في تركيا.
ويشار إلى أن وتيرة خطاب وممارسات الكراهية ضد الأجانب تزايدت بشكل ملحوظ في تركيا منذ الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية الأخيرة التي فاز فيها أردوغان، حيث لعبت أطياف من المعارضة على وتر التخويف والتحذير من الأجانب، خصوصًا اللاجئين وعلى رأسهم السوريون.