منظمة “جهاد البناء” تطلق مشروع ترميم وإعمار الحسينيات لنشر المذهب الشيعي بين المدنيين في ريف حمص الشمالي
أفادت بعض وكالات الإعلام عبر مصادرها الخاصة، اليوم الاثنين 3 حزيران/ يونيو، أنّ منظمة “جهاد البناء”، التي تعد الركن والذراع الأساسي الإيراني المتخصص في قضايا الأعمال الخيرية والاجتماعية لصالح “المركز الثقافي الإيراني”، والمدعومة من قبل “الحرس الثوري الإيراني” في إيران وسوريا، لتعزيز نفوذها في منطقة ريف حمص الشمالي.
حيث بدأت المنظمة خلال الأيام الماضية بإجراء جولات عبر ممثليها في قرى الأشرفية وكفر عبد، حيث ينشط التحرك الإيراني عبر انتشار الحسينيات والمراكز الخاصة بنشر المذهب الشيعي للمدنيين.
وأكدت المصادر إنّ أولى مهام المنظمة هي مشروع ترميم إحدى الحسينيات الواقعة على أطراف قرية الأشرفية، حيث سيتم العمل على توسيعها وإعادة ترميمها وتعديلها من الداخل، بالإضافة إلى إنشاء غرف خاصة تحتها مخصصة للمعممين الشيعة المسؤولين عن إعطاء الدروس والخطب والمحاضرات.
ويشار إلى أن المهمة الثانية للمنظمة تتضمن إنشاء حسينية جديدة في المنطقة الواقعة بين قريتي الأشرفية وكفر عبد، حيث تم الاتفاق والبدء بتشييد الحسينية داخل أحد المقرات العسكرية السابقة التابعة للفوج 47 والتابع للحرس الثوري الإيراني، بعد أن تم إخلاؤه مساء يوم الأربعاء الماضي بأمر من قيادة الحرس الثوري.
ويذكر أن العمل بدأ بتجهيز المقر ليكون حسينية مساء الخميس الماضي، وسيتم إطلاق اسم “حسينية الجيل الواعد” عليها، وقد تم رفع الأعلام والرايات الإيرانية على الموقع قبل البدء بالبناء.
وكما أضافت المصادر أنه خلال زيارتهم للقرية والمنطقة، عرف من المسؤولين الذين زاروها كل من “حاج علي العلي”، الحامل للجنسية الإيرانية والمسؤول الأول عن إدارة شؤون المنظمة في محافظة حمص وريفها، و”الحاج حسين”، المسؤول عن مناطق ريف حمص الشمالي والمعمم الشيعي الحامل للجنسية الإيرانية والمقرب من طهران.
ومن الجدير بالذكر أن كان معهما خمسة معممين وعاملين في المنظمة، ورافقهم القيادي في ميليشيا الفوج 47 في المنطقة، المدعو “حسين أورنغ”، ومعه خمسة من مرافقيه عبر سيارات مصفحة.
ولقد أوضحت أنّ منظمة جهاد البناء تسعى أيضًا لبناء حسينية جديدة ومركز خدمي تربوي تابع للمركز الثقافي الإيراني داخل قرية المختارية خلال الفترة القادمة، وقد بدأت أعمال ترميم الحسينية في قرية الأشرفية صباح أمس الجمعة عبر استقدام مواد بناء وأسمنت إلى داخل الحسينية، واستقدام أكثر من 20 عاملًا، وبدأ العمل بدايةً على تجهيز الغرف تحت الحسينية الخاصة بالمعممين.
وإن عمليات الترميم والتحصين وإنشاء الحسينية تمت تحت حماية عناصر ميليشيا الفوج 47، حيث أعطى قائدها حسين أوامر بفرز أكثر من 29 عنصرًا لحماية المناطق المذكورة التي ستعمل فيها المنظمة، مع استنفار عام للميليشيا في القريتين منذ إطلاق عمليات الترميم والبناء.
ولفت المصادر إلى أنّ الحسينية التي يتم العمل على إنشائها تهدف لتكون مركزًا تعليميًا وتدريبيًا للأطفال اليتامى والنساء الأرامل والمطلقات على المهن اليدوية والطبابة ومهن مختلفة، بهدف ترغيبهم وجذبهم للمذهب والفكر الشيعي في إطار جهود الميليشيات الإيرانية لنشر الفكر الشيعي بشكل واسع.
وقد زار عدد من قياديي الميليشيات الإيرانية في ريف حمص القريتين للاطلاع على مجريات الترميم والبناء، قرابة الساعة 9 مساء الجمعة، عرف منهم المعمم الشيعي العامل في مناطق ريف حمص الشمالي وفي قرية الأشرفية “حاج عباس”، والقيادي في الحرس الثوري الإيراني في ريف حمص الشمالي “عبد الحسن عطايي”، ومعهم ثلاثة قياديين ميدانيين، واستمرت جولتهم قرابة الساعتين، التقوا خلالها بالقيادي حسين.
ويذكر أنّ منظمة “جهاد البناء” تعمل في عدة محافظات سورية، ومقرها الرئيسي في مدينة السيدة زينب جنوب العاصمة دمشق، وتعرف نفسها على أنها منظمة خدمية تنموية لا تتبع لأي جهة أو حزب، وأنشطتها تشمل ترميم وإعاد تأهيل المنازل والمدارس والمشافي وغيرها، لكن في الواقع، معظم أعمالها تخدم الميليشيات الإيرانية في سوريا وعناصرهم وأسرهم.