“معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى” يحذر من استخدام إيران تكتيكات جديدة في سوريا
حذر “معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى”، أمس الجمعة 19 تموز/ يوليو، من أن إيران بدأت مؤخراً استخدام “تكتيكات جديدة ومثيرة للقلق” في سوريا، تهدد بتوسيع نفوذها.
وصرح مدير شبكة “دير الزور 24” عمر أبو ليلى، إن استراتيجية إيران في سوريا تشمل النواحي العسكرية والسياسية والاقتصادية والطائفية والثقافية، موضحاً أن محافظة دير الزور تعد الأهم بالنسبة للمليشيات الإيرانية كونها تشكل جسراً يربط بين سوريا والعراق.
ولفت إلى أن إيران كثفت إرسال شحنات الأسلحة إلى سوريا عبر العراق، ما يعكس ضعف الضربات الإسرائيلية والأمريكية ضد طهران وميليشياتها.
وتابع أن إيران نجحت على الجانب الثقافي والطائفي في تشكيل ميليشيات طائفية، بهدف كسبها إلى جانب الطائفة الشيعية، وهي استراتيجية تهدف لتغيير طائفي بمناطق متعددة في سوريا، خاصة مناطق شرق سوريا ذات العمق السني العربي.
وأوضح إلى أن إيران لا تتوقف عن استراتيجيتها الناعمة في زيادة نفوذها الثقافي عبر زيادة افتتاح المراكز الثقافية، بهدف استعراض تاريخ إيران وتعليم اللغة الفارسية، وبشكل ناعم وتدريجي التشيع مقابل الحصول على مكافآت وحوافز.
وسبق أن اعتبر الباحثان في “معهد واشنطن” أندرو تابلر، وإريك يافورسكي، أن وفاة “لونا الشبل” المستشارة في الرئاسة السورية، والمقربة من رأس نظام الأسد، يشكل نذيراً لحدوث المزيد من التغييرات الداخلية في سوريا، عند هذا المنعطف الدولي الحساس.
وأكد الباحثان في تقرير تحليلي مشترك، إن وفاة الشبل تذكير بأن “الشخصيات الأخرى غير العلوية التي أُحضرت إلى قلب النظام العلوي بعد انتفاضة عام 2011، قد تخرج قريباً من المشهد السياسي، وتشمل السيدة الأولى أسماء الأسد، التي عينها رأس نظام الأسد، لإدارة الأنشطة الاقتصادية الخاصة في عام 2019”.
وكما لم يستبعد الباحثان فرضية قتل الشبل، ليكون بمثابة “تحذير” من كبار قادة حكومة نظام الأسد أو داعموهم الإيرانيون، “أو ربما حدث ذلك ببساطة لأنها تعرف الكثير من المعلومات عن الرئيس ودائرته، وكان لا بد من التخلص منها”.
ورجح الباحثان أن يكون القصد من هذه “الاغتيالات” هو ضمان الانضباط الداخلي، بينما تتعامل الدول العربية وتركيا وحتى أوروبا مع حكومة نظام الأسد من أجل معالجة قائمة طويلة من القضايا، وبينما تفكر واشنطن في احتمال الانسحاب من شمال شرق سوريا.
وسبق أن أعلنت مصادر إعلاميّة موالية لنظام الأسد، في 5 من تموز/ يوليو، مصرع “لونا الشبل” المستشارة الإعلامية الخاصة لرأس لنظام الأسد بعد تعرضها لحادث سير مريب يرجح أنه مدبر بدمشق.
وأكد “وضاح عبد ربه” رئيس تحرير صحيفة تابعة لنظام الأسد، وفاة “الشبل” كما أكد هذه المعلومات مصادر إعلاميّة مقربة من نظام الأسد، وتداولت شخصيات تابعة للنظام منشورات تنعي المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية.
وصدر إعلان رسمي يؤكد وفاة المستشارة الإعلامية الشهيرة في مواقفها التشبيحية الداعمة للنظام، حيث أصدر الأخير بياناً رسميا يؤكد وفاتها، وسبق نشر أيضاً خبر يؤكد تعرضها لحادث سير بدمشق.
ونشرت “رئاسة الجمهورية” في حكومة الأسد بياناً نعت فيه “لونا الشبل”، التي قالت إنها “توفيت اليوم إثر تعرضها لحادث سير أليم”، وأضافت “عملت لونا الشبل خلال السنوات الماضية مديرة للمكتب السياسي والإعلامي في رئاسة الجمهورية ثم مستشارة خاصة في الرئاسة”، وفق نص البيان.
وفي 2 من تموز/ يوليو الجاري، تعرضت “الشبل” لحادث سير على أحد الطرق المؤدية لمدينة دمشق، وفقا لتوضيح من “المكتب السياسي والإعلامي” لدى “رئاسة الجمهورية” الذي نشره إعلام نظام الأسد.
وقد زعم المكتب حينها في توضيحه أن الحادث أدى إلى انحراف السيارة التي كانت تقلها وخروجها عن المسار حيث تعرضت لعدة صدمات أدت إلى إصابة المستشارة إصابة شديدة نقلت على إثرها إلى أحد مشافي دمشق ليتبين حصول نزيف في الرأس مما استدعى إدخالها العناية المشددة.
وأثار الحادث المريب الكثير من التساؤلات حول ماهية الحادث، وهل هو مدبر أم لا، لا سيما مع كثرة الأخبار المتداولة عن اعتقالات لأقارب الشبل من قبل الأجهزة الأمنية التابعة لنظام الأسد، في وقت ترجح تقارير إلى أن هناك صراع محتدم فر أروقة القصر الجمهوري لدى نظام الأسد، قد تكشف بعض تفاصيله بحال كشف حقيقة ملابسات حادث الشبل بدمشق.
وكانت نفت مصادر إعلاميّة موالية لنظام الأسد صحة المعلومات التي تحدثت عن وفاة “لونا الشبل”، المستشارة الخاصة في “رئاسة الجمهورية” التابعة للنظام وقال “رفيق لطف” إن المعلومات التي نقلتها صفحة تنتحل اسمه حول وفاة المستشارة غير صحيحة.