مركز أبحاث سوري يقدم قراءة تحليلية لتصريحات “مظلوم عبدي” الأخيرة ويتنبأ بتحركات نشطة لتنظيم “داعش” في المرحلة القادمة
نشر مركز “مسارات للحوار والتنمية السياسية” ورقة تحليلية، السبت 16 تموز/ يوليو، بعنوان: “مناورة الساعة الأخيرة” بين موسكو وواشنطن… قراءة في تصريحات “مظلوم عبدي”.
الورقة تناولت تحليلًا لمضمون تصريحات القائد العام لمليشيا “قسد” الإرهابية، مظلوم عبدي، التي أدلى بها خلال مؤتمر صحفي عقد يوم الجمعة 15 تموز/ يوليو، تحدث خلاله عن المعركة التركية المرتقبة وموقف قواته من العملية، إضافة للتواصلات الدائرة بين مليشيا “قسد” الإرهابية من جهة، وكل من الولايات المتحدة وروسيا من جهة أخرى.
وحول موقف الولايات المتحدة من العملية قال المركز: “بدا واضحًا من خلال تصريحات عبدي، أن الولايات المتحدة غير متفاعلة مع طلبات قسد بحماية المنطقة، وأنها لن تقدم تحالفها الاستراتيجي مع تركيا لصالح قسد”.
وتابع المركز: “هناك موافقة ضمنية من قبل واشنطن على المعركة التركية كما كان الحال في العمليات التركية السابقة، حيث أشار عبدي في لقاءاته مع قيادات التحالف مؤكدا أن موقف التحالف لا يرقى لوقف هجمات الاحتلال التركي بحسب وصفه”.
وعن اللقاءات مع الروس أشار المركز إلى أن عبدي “يحاول استجداء الروس لعرقلة العملية التركية، عبر تقديم بعض التنازلات والتسهيلات لوجود القوات الروسية في المنطقة، والذي بدا من خلال تأكيده الالتزام باتفاقية عام 2019 وفتح الطرق أمام قوات “الحكومة السورية” للتمركز في المناطق الحدودية والاستمرار بتسهيل تسيير الدوريات الروسية ـ التركية في تلك المناطق”.
وعلق المركز على ذلك بالقول: “تبدي تلك التصريحات حجم التخبط الذي تعانيه قسد مع كل تقارب/ تفاهم أمريكي ـ تركي”، مضيفًا “تدرك موسكو أن تصريحات قسد لا تعدو كونها مناورة الساعة الأخيرة وأن المنطقة تعد منطقة نفوذ أمريكي خالصة”، واستدرك المركز بالقول: “ربما تستفيد من تخبط قسد بتعزيز قواتها إلا أنها لن تضع نفسها في مواجهة مباشرة مع تركيا لصالح قسد”.
وحول استثمار مليشيا قسد في ملف تنظيم “داعش” توقع المركز أن تشهد المنطقة نشاطًا ملحوظًا للتنظيم في المرحلة القادمة، وتساهلًا في تعامل الميليشيات الانفصالية مع عملياته، وذلك “لمحاولة إظهار العملية التركية كمعرقل لتحركات قسد في مواجهة التنظيم” بحسب المركز الذي أضاف “حملت تصريحات عبدي تهديدًا مبطنًا في إطلاق يد داعش مجددًا في المنطقة من خلال قوله إنه من الصعب على قواته المحاربة على جبهتين ضد داعش وضد تركيا في نفس الوقت إضافة لإشارته لوجود معلومات استخباراتية، تفيد بوجود استعدادات للتنظيم لشن عملية كبيرة تستهدف مخيم الهول”.
يشار إلى أن مركز “مسارات للحوار والتنمية السياسية”، هو مركز سوري يعنى بالتأهيل والتدريب السياسي والقانوني، وتركز أوراقه البحثية والتحليلية على الملف السوري وكل ما يتعلق به من تطورات إقليمية ودولية.