محلل السياسة الخارجية والأمن في أنقرة يحذر أمريكا من الانسحاب من سوريا دون التنسيق مع تركيا
حذر “عمر أوزكيزيلجيك” محلل السياسة الخارجية والأمن في أنقرة، اليوم الثلاثاء 26 آذار/ مارس، الولايات المتحدة الأمريكية من اتخاذ قرار بالانسحاب من سوريا دون التنسيق مع تركيا، وأكد أن على واشنطن التنسيق مع تركيا، في حال قررت سحب قواتها من سوريا، ونبه لمغبة إبرام صفقة مع حكومة دمشق، وأثرها على العلاقات التركية – الأمريكية.
وأوضح أوزكيزيلجيك، في مقال بمجلة “أمريكان كونسيرفاتيف”، أن العقبة الرئيسة بالتوصل إلى اتفاق تركي- أمريكي في سوريا هي مصير الأكراد السوريين، معتبراً أن التعريف الدقيق لهم أمر بالغ الأهمية في التغلب على هذه العقبة.
ولفت المسؤول التركي، إلى أن الولايات المتحدة، تعتبر الأكراد السوريون مرادفين لقوات “قسد” التي تقودها “وحدات حماية الشعب” الكردية، ورأى أن الأخيرة لا تعبر بالضرورة عن معظم الأكراد في سوريا.
واعتبر أن على واشنطن دعم الأكراد السوريين “المقبولين لدى تركيا، والذين يمثلون غالبية الأكراد السوريين، ومنهم المجلس الوطني الكردي السوري”، وعبر عن اعتقاده أن قرار واشنطن بالتعاون أنقرة، سيساعد في تحقيق الأهداف الاستراتيجية مثل القضاء على تنظيم “داعش”، والحد من نفوذ إيران، “واعتماد نهج فعال تجاه كلا الهدفين”.
وسبق أن كشفت صحيفة “حرييت” التركية، عن أن الولايات المتحدة الأمريكية أعطت أنقرة للمرة الأولى، رسالة مفادها أنها مستعدة لمناقشة الملف السوري استراتيجياً، لافتة إلى الاجتماعات بين الطرفين بشأن سوريا خلال الأيام المقبلة، “لا ينبغي أن تكون مفاجئة لأحد”.
وأوضحت الصحيفة، أن “الملفات الإشكالية” بين الولايات المتحدة وتركيا لا تزال مطروحة على الطاولة بين البلدين، لكنها تقلصت بعد حل ملفين، وهما عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي (ناتو) وبيع طائرات “إف 16” إلى تركيا، الأمر الذي سيؤدي إلى “مناخ سياسي جديد” بين الجانبين.
ولفتت إلى أن من بين المشاكل المتبقية، هي مسألة التعاون الأمريكي مع “وحدات حماية الشعب” الكردية، العمود الفقري لقوات “قسد” في شمال وشرق سوريا، وأكدت الصحيفة أن الأمريكيين أكدوا خلال المباحثات أنهم ضد تأسيس “دولة كردية” في سوريا، لكن رغم ذلك، لا تزال هناك حاجة إلى “خطوة ملموسة” لمعالجة هذه المخاوف.
وأشارت إلى أن تركيا تريد من الولايات المتحدة الالتزام باتفاق عام 2019، الذي ينص على إبعاد الوحدات الكردية 30 كيلومتراً عن الحدود السورية- التركية، ووقف دعم الأكراد ومنحهم فرصة لـ”تأسيس دولة”.