مجلة فرنسية: النظام السوري تاجر المخدرات الأول في الشرق الأوسط

قالت مجلة “لوبس” الفرنسية في مقال لبيير هاسكي، تحت عنوان “النظام السوري تاجر المخدرات الأول في الشرق الأوسط”، إنه إذا كانت إعادة دمج سوريا في الجامعة العربية تخضع لاعتبارات سياسية للغاية، فإنها مرتبطة بشكل خاص بآفة الكبتاغون الذي يجتاح المنطقة وتعتبر دمشق المصدر الرئيسي له.
المجلة الفرنسية، أكّدت أن المملكة العربية السعودية جعلت من وقف تهريب هذه الحبوب شرطًا لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع دمشق، وتعد الرياض بالتمويل مقابل اتخاذ تدابير ملموسة ضد تجارة المخدرات وهي ليست الوحيدة، إذ نفذت المملكة الأردنية في بداية شهر أيار/ مايو غارة جوية استثنائية في جنوب سوريا، كان من شأنها القضاء على مهرب رئيسي للكبتاغون.
وأضافت لوبس، تبنت الولايات المتحدة استراتيجية معاكسة، حيث شرعت في معاقبة الرئيس بشار الأسد، ولاسيما شقيقه الأصغر ماهر، الذي يعتبر “الأب الروحي” لهذه الصناعة. كما فرضت عقوبات على مهربين لبنانيين، بعضهم مرتبط بحزب الله، لأن المخدرات تغادر سوريا عبر لبنان لتنتشر إلى بقية العالم العربي وحتى إلى أوروبا.
وتابعت اليومية الفرنسية القول، إن فعالية هذه العقوبات مشكوك فيها، وقد تم تقويضها الآن من خلال إعادة دمج سوريا في كل المنطقة، وهي علامة أخرى على تراجع النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط.
وتساءلت “لوبس” كيف تحولت سوريا إلى دولة مخدرات بصناعة حقيقية تقدر قيمتها في استطلاع أجرته وكالة فرانس برس في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2022 بنحو 10 مليارات دولار؟ معتبرة أن ذلك يعد نتاجَ عقد من الحرب التي عصفت بسوريا ودفعت جزءًا كبيرًا من سكانها إلى البلدان المجاورة (الأردن ولبنان وتركيا) ودمرت اقتصادها في أوروبا. وهذا نتيجة غياب حل سياسي يسمح بعودة بعض هؤلاء اللاجئين على الأقل، وبدء إعادة إعمار البلاد.
وفي ظل المناخ الدولي الحالي، يراهن جيران نظام الأسد على التطبيع ليتمكنوا من تحرير أنفسهم من ثقل اللاجئين، والحصول من دمشق على تعاونها بشأن الكبتاغون. ولكن “كيف يكون من المتوقع لنظام لم يتردد في تدمير مدنه وذبح سكانه، ثم استفاد من المخدرات، أن يصبح فاضلًا وصادقًا، إنه قبل كل شيء الثمن الذي يدفعه السوريون أنفسهم أولًا مقابل الفشل الذريع للمجتمع الدولي”. تتساءل “لوبس”.