غير مصنف

لماذا أعلن نصر الله عن عدم عملية ترسيم الحدود مع الكيان الصهيوني؟

أولًا، رفض ترسيم الحدود مع إسرائيل يهدف إلى التأكيد على أن الحزب لن يمنح إسرائيل أي اعتراف قانوني بالأرض، وبيّن أن الحدود البرية “تم ترسيمها” بين عامي 1920 و1923.

ثانيًا، أن حزب الله يسعى ضمنيًا للحفاظ على الغموض في ترسيم الحدود ليتمكن من القول إن إسرائيل تواصل احتلال الأراضي اللبنانية، مما يسمح لحزب الله تبرير استمرار ترسانته من الأسلحة.

وضع نصر الله شروطًا من المستحيل على أي شخص الدخول في مفاوضات مع الحزب لتسليم أسلحته، ووضع حدًّا لما يسميه حزب الله “بالمقاومة”.

فمنذ الانسحاب الإسرائيلي في أيار/ مايو 2000، يبحث حزب الله عن أسباب لإدامة تعنتهِ المتمثل في احتفاظ جهة مسلحة من غير الدولة، بأسلحتها لضمان صعودها في دولة ضعيفة.

يعمل حزب الله في سياق طائفي للغاية، هدفه ترسيخ الوضع الراهن، وعدم السماح بأي تغيير قد يهدد سلطته، فكل ما يفعله حقًا هو الحفاظ على تماسك نظام مختل في الدولة.
فحزب الله يخشى من جهود الإصلاح التي قد تؤدي إلى تحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي للبنانيين، معتبرًا أن تلك الخطوات قد تضعف النخبة السياسية، التي يعتمد عليها حزب الله في الحفاظ على النظام الداخلي.

قد يقرر حزب الله تقديم تنازلات انتقائية لتهدئة الاحتقان الطائفي، إذا أراد حزب الله الشيعي تحقيق هيمنته في الدولة، فإن المسيحيين يرغبون بتقييد علاقاتهم مع هذه الدولة.
ولكنه في الوقت نفسه سيحافظ على السيطرة على المناصب الاستراتيجية في الدولة. سيكون هذا التغيير محدودًا بحيث يبقى كل شيء بصفة عامة على ما هو عليه.

قد تشعر الطوائف الأخرى بالتهديد من نمو النفوذ الشيعي. لكن “نصر الله” أكد في خطابه أن الأحزاب السياسية الشيعية لا تسعى لتغيير الدستور لتحسين حصتها في السلطة. وأوضح أن حزب الله مستعد لتطوير أو تغيير النظام إذا أراد آخرون في لبنان ذلك.
في الوقت الحالي، يبدو أن نصر الله يركز على الحفاظ على الوضع الراهن. و يمكنه فعل ذلك لأنه يواجه مجتمعًا مسيحيًا منقسمًا ومجتمعًا سنيًا بلا قيادة إلى حد كبير. والحقيقة أن حزب الله يتخذ خطوات للمصالحة مع التيار الوطني الحر المسيحي حليفه السابق الذي اختلف معه حول دعم حزب الله لسليمان فرنجية كمرشح للرئاسة.
هذه المرة يأمل حزب الله أن يؤدي هذا إلى انقسام المسيحيين، الذين اتحدوا بشكل مفاجئ في رفض السيد “سليمان فرنجية”.

وبالنسبة للسنة يمكن القول أنها أكبر جالية في لبنان، ويشكلون التحدي الرئيسي طويل الأمد لحزب الله. على الرغم من أنه غير مرجح أن يحدث أي تغيير على المدى القصير، إلا أن عدم رغبة وعجز حزب الله عن تحقيق الاستقرار والتفوق في إطار طائفي متقلب يشكل خطرًا. بالنسبة لمعظم المجتمعات داخل لبنان، مع تفاقم الأزمة وتلاشي النظام بشكل أكبر، من المحتمل أن تصبح إستراتيجية عدم الحركة التي يتبعها الحزب أكثر تكلفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى