قراءة في الحراك العشائري في دير الزور…الأهداف والنتائج المتوقعة
بعيد الاشتباكات الحاصلة في ريف دير الزور بين ميليشيا قسد من جهة والعشائر العربية من جهة أخرى، وعلى وقع الضربات العشائرية بدأت عددٌ من المدن الاستراتيجية بالسقوط من أيدي قسد، لصالح قوات العشائر.
على ضوء النفير العام الذي أطلقته العشائر السورية في شمال غربي سوريا (حلب وإدلب)، التحق نحو 10 آلاف مقاتل من أبناء العشائر السورية بأسلحتهم وعتادهم الحربي بـ “خيمة الحرب” في جرابلس شمال شرقي حلب، وهي خيمة تعمد القبائل العربية السورية لبنائها عند الحروب والفزعات العشائرية.
وبالحديث عن أهداف قوات العشائر من تلك المعارك أوضح مدير مكتب العلاقات والمتحدث الرسمي باسم قبيلة “العكيدات” في دير الزور، محمد العكيدي، أنه “يمكن القول إن الهدف من هذه المواجهات استرداد الكرامة والحقوق التي سلبتها الأحزاب الانفصالية الكردية من أبناء المنطقة الشرقية.
وركز أن من ضمن الأهداف الرئيسية “استعادة القرار الثوري لتلك المناطق، وضمها للمناطق الثائرة الأخرى في سوريا”، وانهاء استحواذ قسد على مفاصل المنطقة والموارد كحقول النفط ومردودها لصالحها الخاص.
وأرجع الضابط المنشق أحمد رحال، سبب الانفجار الحاصل في المنطقة إلى أن امتعاض واشنطن من رفض “قسد” الدخول في الخطط الأمريكية لطرد الميليشيات الإيرانية من شرق سوريا، دعاها إلى التوجه نحو العشائر العربية لتشكيل قوة عسكرية، الأمر الذي دفع “قسد” إلى إجهاض هذه الجهود في مهدها.
وأوضح رحال إن من المرجح أن تكون “قسد” قد اعتقلت قائد مجلس دير الزور العسكري أحمد الخبيل، في “كمين الحسكة” بالتنسيق مع التحالف الدولي، بسبب اتهامه بعقد “صفقات تهريب” مع الميليشيات الإيرانية، لكن تسارع الأحداث أجبر الأمريكيين على “مراجعة موقفهم ودعوة الطرفين إلى التهدئة.
من جهة أخرى، أشار الباحث في مركز جسور للدراسات “بسام أبو عدنان”، إلى أن القصف الروسي إبان تقدم قوات العشائر من مناطق سيطرة المعارضة على حساب “قسد” في منطقة منبج كان متوقعًا، لأن موسكو لا تريد تمددًا لفصائل المعارضة على حساب “قسد”.
فيما حذر ناشطون من أن ضراوة الاشتباكات بين الجانبين قد تمثل حدثًا إعلاميًا مهمًا، قد يغطي على الاحتجاجات الشعبية المناهضة للنظام السوري التي تشهدها محافظة السويداء، مع أبناء مناطق الساحل السوري”.
كما يُخشى من أن تستثمر كل من “داعش أو إيران أو النظام” تلك المعارك لصالحها في حال خرجت الأمور عن سيطرة قوات العشائر.