عميد سابق بالمخابرات الأردنية… يؤكد أن انضمام مصر لـ”خلية الاتصال” العربية لمكافحة المخدرات مرتبط بقرار سياسي
اعتبر “عمر الرداد” هو عميد سابق في مديرية المخابرات العامة الأردنية، اليوم السبت 2 آذار/ مارس، أن انضمام مصر إلى “خلية الاتصال” العربية لمكافحة تهريب المخدرات من سوريا، مرتبط بقرار سياسي أكثر من كونه قضية فنية.
وأكد “الرداد”، إن مكافحة المخدرات في مصر ليست مرتبطة مباشرة بدول “خلية الاتصال” التي تتألف من “سوريا والأردن والعراق ولبنان”، لكن مصر لها دور فاعل في لجنة الاتصال السياسي.
ولفت إلى أن الأردن أراد إرسال رسالة بأنه يتطلع لتنسيق مع دول الجوار، لكن حكومة دمشق أرادت إرسال رسالة ربما ما زالت بحاجة لفحص، بأنها تريد التنسيق مع عمّان لمكافحة المخدرات، واستبعد الرداد أن يكون اجتماع وزراء الداخلية في عمان نهاية لحرب المخدرات، مرجحاً عودة الاشتباكات بين الجيش الأردني وشبكات وميليشيات التهريب على الحدود مع سوريا مستقبلاً.
وأكد الرداد، أن عودة الاشتباكات ستكون بالسيناريوهات القائمة، أي ضرب مراكز قادة ميليشيات التهريب داخل سوريا، والاشتباك معها إذا دخلت الأراضي الأردنية، ورأى أن عمان تراهن على إمكانية ظهور بوادر جدية لمكافحة المخدرات في دمشق، لكن هناك أوساط أخرى مستفيدة من التهريب وترتبط بميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني.
وسبق أن عبر وزير الداخلية المصري محمود توفيق، على هامش أعمال الدورة الحادية والأربعين لمجلس وزراء الداخلية العرب والمنعقدة بمقر الأمانة العامة للمجلس بالعاصمة التونسية، عن ترحيبه بانضمام بلاده للجهود المستقبلية لخلية الاتصال العربية المشتركة، المؤلفة من “الأردن ولبنان والعراق وسوريا” في مجال مكافحة آفة المخدرات بالمنطقة.
ووفق ما أوردت وكالة أنباء “عمون” الأردنية، جاء كلام وزير الداخلية المصري، خلال لقاء مع نظيره الأردني مازن الفراية في تونس، وبحث الوزيران علاقات التعاون الأمني بين البلدين والسبل الكفيلة بتعزيزها سيما في مجال تبادل الخبرات وبناء القدرات.
وأوضحت الوكالة أن الفراية أبرز الدور الذي تقوم به الجهات الأمنية في الأردن في مجال مكافحة تهريب المخدرات وتغيير آليات التعامل مع الأساليب المبتكرة التي ينتهجها مهربو المخدرات، داعيا الجانب المصري إلى الاطلاع على التجربة الأردنية في هذا المجال.
واستعرض الفراية مخرجات اجتماع وزراء الداخلية الذي عقد في عمان حول موضوع المخدرات، وأبلغ نظيره المصري أهمية مشاركة مصر في خلية الاتصال المشتركة بين الأردن والعراق وسوريا ولبنان بما يحقق الأمن والسلم المجتمعي لكافة دول المنطقة.
ورحب الوزير المصري بانضمام مصر إلى خلية الاتصال المشتركة من خلال التنسيق مستقبلا مع الجانب الأردني لبحث الترتيبات اللازمة بهذا الخصوص مشيدا بمستوى التعاون بين الأجهزة الأمنية في مجال مكافحة المخدرات وتبادل الخبرات.
وسبق أن قال وزير داخلية الاردن مازن الفراية، إنه تم تأسيس خلية اتصال مشتركة مع العراق وسوريا ولبنان فيها ضباط ارتباط لمتابعة المعلومات وتتبع الشحنات حتى وجهتها النهائية لمواجهة آفة المخدرات.
وأضاف الفراية، أن خلية الاتصال تعنى بتبادل الخبرات والتدريب والقدرات ومتابعة المعلومات سواء السابقة أو اللاحقة والتسليم المراقب وهو تتبع الشحنات الخارجة من الدول إلى وجهتها النهائية.
وأكد أن الوزراء اتفقوا على وجود مشكلة كبيرة وهي مشكلة المخدرات، وأن جميع المجتمعات تعاني من هذه المشكلة، مبينا أن الدول تعمل على المستوى الوطني للتعامل مع هذه الظاهرة، وأوضح أن الوزراء اتفقوا أنه دون جهد تنسيقي مشترك من قبل الدول المجتمعة لن يكون هناك نتائج كالنتائج التي نصبوا إليها.
وبحث الاجتماع “تعزيز التعاون في هذا الإطار لمواجهة التحديات المشتركة التي باتت تشكل خطرا يداهم مجتمعات المنطقة حيث أضحت هذه الآفة من أبرز المشكلات التي تهدد السلم المجتمعي”، كما بحث تعزيز مجالات التعاون الأمني بما يضمن تحقيق المصالح الوطنية العليا في دول المنطقة.