على بعد أمتار من القصف الإسـ.ـرائيلي للضـ.ـاحية.. “الشامي” يحيي حفلًا ضخمًا في بيروت
في الوقت الذي كانت فيه الضاحية الجنوبية تخرج ضحاياها من تحت الأنقاض، بعد القصف الإسرائيلي، كان المغني “الشامي” يتمايل على مسرح مهرجان «أعياد بيروت» في حفلة أقيمت على «واجهة بيروت البحرية».
وعلى الرغم من الإقبال الكبير على شراء البطاقات قبل الحفل، إلا أن معظم الجمهور قرر عدم الحضور احتراماً للحزن الذي يخيّم على لبنان.
لكن قبيل انطلاق الحفل، امتلأ المكان فجأة بالحضور، بعدما تبيّن لاحقاً أنه تم توزيع بعض البطاقات مجاناً.
وقبل صعود الشامي إلى المسرح، قدم دي جي وصلات فنية تخللتها تصريحات بأن اللبنانيين لا يرغبون في الحرب بل في الاستمتاع بالحياة والسهر.
هذه الشعارات تم توظيفها في الأنشطة الفنية الأخيرة، ضمن حملة إعلامية وسياسية ركزت على توجيه رسائل تهدف إلى التأثير على صورة المقاومة.
بعد تأخير دام ساعة، صعد الشامي إلى المسرح وسط تصفيق حار وحالات انهيار عاطفية أصابت المراهقين الذين حضروا الحفل.
وألقى الشامي كلمة متلعثمة، أشار فيها إلى أنه سمع عن استهداف بيروت أثناء قدومه للحفل، لكنه أصرّ على إحيائه لإدخال البهجة إلى قلوب الحاضرين.
ومع ذلك، استمر الشامي في الغناء دون أن يبدو متأثراً بالمشاهد المؤلمة التي كانت تتوالى من الضاحية، قائلا: “نحن جيل الحرب، جايي هون أعطيكن أمل وتعطوني أمل”، وذلك وسط هتافات مستمرة من جمهوره.
في هذا السياق، تشير المعلومات إلى أن القائمين على السهرة أصروا على إقامتها وعدم إلغائها، لتجنب الخسائر المالية المحتملة.
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يقام فيها مهرجان «أعياد بيروت» بالتزامن مع أيام عصيبة مرت على لبنان، ففي تموز 2013، أحيت المغنية اللبنانية إليسا حفلة على المسرح نفسه، وذلك قبل وقوع تفجيرات في ضاحية بيروت الجنوبية.
حينها، فجّرت إليسا تصريحات مثيرة للجدل على المسرح، قائلة: «هذه أول مرة لن أستنكر أو أتأسف. هم أهلنا لبنانياً وإنسانياً، لكن نحن كمقاومة، كل منا يجب أن يعمل ضمن اختصاصه. أنا كمغنية، مهمتي أن أزرع الفرح».