عقب هجـ.ـوم البيـ.ـجر… هاجس الاختراق يؤرق فصـ.ـائل إيـ.ـران في المنطقة
بدأت عدة فصائل مسلحة موالية لإيران تأخذ احتياطاتها، لاسيما أن هذا الخرق طال أحد أقوى تلك الفصائل، وذلك بعد تفجر آلاف أجهزة النداء “البيجر” واللاسلكي يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين في عناصر لحزب الله بمختلف المناطق اللبنانية.
فقد سرت أوامر بين صفوف تلك الفصائل المدعومة من إيران، في جميع أنحاء الشرق الأوسط بإجراء عمليات تفتيش شاملة للأجهزة الإلكترونية، من أجل حماية اتصالاتهم.
ووفقًا لما نقلته “واشنطن بوست”، بدأت فصائل عراقية مدعومة إيرانيًا، بفحص العديد من المعدات التي يستعملونها، وأصدروا تعليمات جديدة بشأن استخدام المقاتلين للأجهزة الشخصية،
علماً أن بعض المحللين أوضحوا أن أنظمة تلك المجموعات أكثر أمانًا، لكنها ربما تسعى إلى حماية سلاسل التوريد الخاصة بها بشكل أفضل بعد تقييمها لتداعيات عملية البيجر هذه التي وصفها حزب الله بالمجزرة
كذلك في وسوريا، فشعر مقاتلي الفصائل المسلحة بالفزع بالفعل من دقة الضربات الأخيرة التي استهدفت كبار الأعضاء، وكانوا يخشون أن تكون إسرائيل أو الولايات المتحدة قد ربطت أجهزة تتبع بالأجهزة التي استوردتها من الخارج.
ووفقًا لما ذكره “لاهيب هيغل”، محلل شؤون العراق في مجموعة الأزمات الدولية، فقد أوضح أن الميليشيات في العراق لا تستخدم أجهزة الاتصال، لذا قد تكون أقل عرضة لهجمات مماثلة.
على الرغم من ذلك، رجح أن تسعى تلك المجموعات إلى تنويع خطوط الإمداد الخاصة بها بشكل أكبر.
من جهته، قال “مايكل هورويتز”، رئيس قسم الاستخبارات في شركة لو بيك إنترناشيونال، وهي شركة استشارية متخصصة في إدارة المخاطر في الشرق الأوسط: “لقد استخدمت إسرائيل نقطة ضعف رئيسية في الطريقة التي تعمل بها إيران ووكلاؤها”.
وأردف “إنهم يميلون إلى الاعتماد جزئياً على المنتجات والأجزاء ذات الاستخدام المزدوج المتاحة تجارياً، ما يجعل سلاسل التوريد الخاصة بهم معرضة لعملية استخباراتية محتملة شبيهة بما جرى مع حزب الله”.
كما اعتبر أن “نقطة الضعف هذه امتدت إلى ما هو أبعد من ميليشيا حزب الله لتشمل جميع وكلاء إيران وجتى إيران نفسها” وفق تعبيره.
في حين أكد عضو بارز في ما يعرف بـ “المقاومة الإسلامية في العراق”، التي تضم عدة جماعات مسلحة مدعومة إيرانيا تعمل في العراق وسوريا، أن هذا التحالف “حذر للغاية فيما يتعلق باستخدام الأجهزة الإلكترونية، ويدرك تمامًا أنها أدوات تنصت”.
كما أضاف أنه “لا يُسمح للمقاتلين بامتلاك هواتف ذكية؛ إنما يستخدمون بدلاً من ذلك، الهواتف الأساسية التي يبقونها مغلقة ولا يشغلونها إلا عند الضرورة.
فيما أوضح أن “قادة الفصائل يستعملون الرسائل المكتوبة التي يتم تسليمها يدويًا.”
مع ذلك، أكد أنه بعد الانفجارات في لبنان، “صدرت أوامر بإجراء فحص شامل لجميع الأجهزة الأخرى”، على حد قوله.
يشار إلى أن نحو 70 شخصا قتلوا وأصيب نحو ثلاثة آلاف آخرين جراء تفجير أجهزة الاتصال (البيجر) واللاسلكي التي يستخدمها عناصر حزب الله، يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين.