عقب اندلاع أعمال شغب واعتداء على الممتلكات… اللاجئون السوريون يشهدون ليلة مرعبة في ولاية قيصري التركية
شهد اللاجئون السوريون في ولاية قيصري وسط تركيا يوم أمس الأحد، ليلة عصيبة بعد اندلاع أعمال شغب وسلسلة اعتداءات وتدمير وإحراق جماعية استهدفت ممتلكات للسوريين، في أكبر اعتداء جماعي عنصري ضد اللاجئين السوريين وممتلكاتهم في البلاد.
بدأت القصة عقب انتشار مقطع مصور لشاب قيل إنه سوري يتحرش بطفلة تركية في أحد المرافق العامة، مما أثار غضب الأهالي.
وتبيّن لاحقاً أن الطفلة ليست من الجنسية التركية، بل من الجنسية السورية، وفقاً لما ذكرته ولاية قيصري وتقارير إخبارية، ومع ذلك، لم تتوقف أعمال العنف ضد السوريين في المدينة.
وبحسب صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي معنية بأخبار السوريين في ولاية قيصري، فإن الشاب المتهم مصاب باضطراب عقلي، وهو من أقارب الطفلة، والحادثة وقعت في دورة مياه عامة.
حيث أقدمت مجموعات من المواطنين الأتراك على الاعتداء على لاجئين سوريين، وإحراق ممتلكاتهم، وتدمير سياراتهم في الشوارع، مطلقين شعارات تطالب بترحيل جميع السوريين إلى بلادهم.
وانتشرت تسجيلات مصورة عديدة تظهر مواطنين أتراك، وهم يعتدون على ممتلكات سوريين ويحرقون سياراتهم في حي “ميليكجازي” بولاية قيصري، وسط محاولات من الشرطة منعهم، ما دفع العديد من العائلات السورية للهرب واحتمائها بالمساجد.
وتمكنت قوات الأمن التي انتشرت بكثافة من إعادة الاستقرار للمدينة لكن بعد ساعات من الاعتداءات الجماعية التي أسفرت عن أضرار جسيمة بعشرات السيارات والمحال التجارية.
ولم يغب رؤساء الأحزاب المعارضة عن المشهد، حيث سجلت العديد من التصريحات العنصرية ضد اللاجئين، أبرزها تصريح رئيس بلدية بولو، تانجو أوزجان، الذي قال على منصة “إكس”: “لقد اتهموني بالعنصرية، اتهموني بالفاشية! لكن لفترة طويلة، لم يرغب أحد في رؤية أنني وطني أحاول منع مثل هذه الأحداث”، واعتبر “لا بد من مناقشة هذا الموضوع على الفور، الحكومة المخطئة والمعارضة الصامتة يجب أن تتحدثا عن هذا الموضوع بلا تأخير!”.
أما النائب عن حزب الشعب الجمهوري في قيصري، أشكين جينج، قد حضر موقع الحادث وقال: “أزمة الهجرة التي تتزايد يوماً بعد يوم هي نتيجة لسياسات الحكومة غير الاهتمامية وعدم إيجاد الحلول”.
وأردف: “يجب على تركيا وضع سياسة هجرة تهتم بالسلام الاجتماعي على الفور”.
ولا يزال اللاجئ السوري يواجه النزعة العنصرية التي يقودها رؤساء الأحزاب المعارضة، حيث تعرض السوري إلى مزاجية القوانين التي تنظم وجوده في تركيا، يعيش في ظروف صعبة وعدم استقرار خوفا من الترحيل.