صحيفة تركية: “العمال السوريون كانوا يسدون فجوة نقص العمالة في المنشآت الصناعية التركية”
نشرت صحيفة “يني شفق” التركية، مقالاً تؤكد فيه، أن أكثر من 3000 عامل سوري غادروا المنطقة الصناعية في ولاية قيصري وسط تركيا، خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، وذلك على خلفية الهجمات العنصرية التي طالت ممتلكات ومنازل السوريين في المدينة.
وأضافت الصحيفة، أن 15 منشأة صناعية توقفت عن العمل في قيصري، في أعقاب الهجمات، مشيرة إلى أن 10% من أصل 30 ألف عامل سوري تركوا العمل في هذه المنشآت، وعادوا إلى سوريا.
ونقلت الصحيفة عن رجال أعمال أتراك من ولاية قيصري، أن العمال السوريين كانوا يسدون فجوة نقص العمالة في المنشآت الصناعية التركية، ويشكلون العمود الفقري للصناعة ومن المحتمل توقف باقي المصانع، بحال مغادرة المزيد من العمال والحرفيين.
وقد تسبب عدم خروج الشباب السوريين إلى مزاولة أعمالهم اليومية إلى شل الحركة الصناعية والتجارية في قيصري، حيث امتنع نحو 35 ألف سوري عن الذهاب إلى المنطقة الصناعية التي يعملون فيها، لأن حياتهم باتت في خطر بسبب تهديدات العنصريين لهم، الأمر الذي تسبب بتوقف الأعمال في عدد كبير من المصانع.
وأكد خبراء اقتصاديون، أن ولاية قيصري تعتبر من أكبر المدن الصناعية في تركيا، وأن أصحاب المعامل فيها يحتاجون إلى توفر الأيدي العاملة، ولكنهم كانوا يجدون صعوبة في تأمين العمال، قبل مجيء السوريين الذين سدوا هذه الثغرة، ولعبوا دورا محوريا في دفع عجلة الصناعة والتجارة في المدنية.
والجدير بالذكر أن العمالة السورية، تشكل ثلث العمال العاملين في المنطقة الصناعية التي تحتوي على 1605 مصانع، وغالبيتهم يعملون في الأعمال التي لا يرغب بها الأتراك.
فعلى سبيل المثال، تلقت المدينة الصناعية حوالي 10 آلاف طلب توظيف، ومع وجود حاجة ماسة إلى توظيف أعداد كبيرة من الموظفين إلا أنه لم يقبل بالعمل سوى 1000 شخص فقط من المتقدمين، لأن أغلبهم كانوا يرغبون بالأعمال المكتبية.
وبدوره، أوضح الكاتب والصحفي “آيدن أونال” أن اللاجئين السوريين يساهمون بشكل فريد في الاقتصاد التركي، وأنه في حال جرى ترحيلهم جميعًا اليوم، ستواجه الصناعات والشركات الصغيرة والزراعة وتربية الحيوانات أزمة كبيرة في القوى العاملة.
وأضاف “أونال”، يعتبر الضيوف السوريون عامل توازن في التركيبة الديمغرافية الأساسية لدينا. لا تلتفتوا لمن يظهرون كأتراك أو قوميين أتراك ويحرضون المجتمع. إن حماية الهوية التركية من العنصرية الكردية المدعومة بالإرهاب، والتوسع الشيعي الإيراني، والاستيعاب تحت مسمى التغريب، يكون بدعم الضيوف السوريين.