سياسي كردي: العرض الذي قدمته قسد لألمانيا هو مجرد سعي لجلب اعتراف دولي لشرعنتها
اعتبر المحلل السياسي السوري الكردي إبراهيم مسلم، اليوم الثلاثاء 22 تشرين الأول/ أكتوبر، أن العرض الذي قدمته “إلهام أحمد” للحكومة الألمانية حول استقبال اللاجئين المرحلين من ألمانيا في مناطق سيطرتها، هو محاولة لـ”الحصول على اعتراف برلين بـ الإدارة الذاتية “قسد”.
وقد عبر المحلل في حديث لموقع “العربي الجديد”، عن اعتقاده بأن تصريحات أحمد “تحمل الكثير من التناقض”، موضحاً أن الإدارة الذاتية “قسد” دائمة الإدانة لممارسات تركيا ونظام الأسد وإيران في إحداث تغيير ديمغرافي في سورية، وهي اليوم (الإدارة) تعرض بناء وحدات سكنية لإسكان أناس هم من خارج الشمال الشرقي من سورية”.
وكما رأى أن هذا التوجّه “يخدم بشكل أو بآخر التغيير الديمغرافي الذي يحدث في سورية، ناهيك عن خطورة المرحّلين الذين من الممكن وصولهم إلى شمال شرقي سورية كون الجانب الألماني سيرحّل الأشخاص الذين يشكلون خطراً على أمنه”.
وحسب “العربي الجديد” فإن “الإدارة الذاتية”، الذراع الإدارية والمدنية لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في شمال شرقي سورية، تبحث عن دور سياسي مهم في المشهد السوري وعن اعتراف سياسي في أوساط غربية، من خلال ملفات إنسانية لها علاقة باللاجئين وخصوصاً أولئك الموجودين في أوروبا.
حيث أبدت الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في “الإدارة الذاتية” إلهام أحمد، في تصريحات لموقع “ان تي في” الألماني نشرت السبت الماضي، عن استعداد هذه الإدارة لاستقبال اللاجئين السوريين الراغبين في العودة الطوعية إلى مناطق شمال وشرق سورية، وأكدت إن الإدارة بنت نظاماً تعليمياً ومستشفيات وجهازاً إدارياً “من الصفر تقريباً”، مشيرة إلى أن جهاز الأمن الداخلي والخارجي يضم نحو 100 ألف فرد.
وتابعت أن الإدارة بنت 4500 مدرسة، مشيرة إلى أن هذه الإدارة “تساوي بين الجنسين وحرية الدين منصوص عليها في القانون”، وطالبت أحمد بـ”إنشاء بنية تحتية وتحسين الوضع الاقتصادي، والمساعدة في إعادة الإعمار” في المناطق الخاضعة لسيطرتها، واقترحت البدء ببناء وحدات سكنية صغيرة قبل تجهيز البنية التحتية اللازمة للوحدات الأكبر حجماً، بحسب قولها.
ولقد أثارت تصريحات الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في “الإدارة الذاتية” الكردية، إلهام أحمد، التي عرضت فيها على برلين، استقبال اللاجئين السوريين المرحلين من ألمانيا بمناطق سيطرتها، مقابل مساعدات تنموية والمساهمة بإعادة الإعمار، حفيظة نظام الأسد، معتبرة أنها “خطوة استفزازية ضد حكومة الأسد”.
ووصفت صحيفة “الوطن”، المقربة من النظام، عرض “الإدارة الذاتية” استقبال السوريين المرحلين بمن فيهم المشتبه بهم أو المدانون بجرائم بدلاً من التعاون مع دمشق بأنها “خطوة استفزازية ضد حكومة نظام الأسد”.
وسارعت دائرة العلاقات الخارجية التابعة لـ”الإدارة الذاتية”، لإصدار بيان نفت فيه أن تكون إلهام أحمد قد صرّحت حول استعداد “الإدارة الذاتية” لاستقبال السوريين المدانين بارتكاب جرائم أو المشتبه بهم من دون قيود أو شروط.
واعتبرت أنّ التصريحات “أخرجت من سياقها الصحيح”، وأن الكلام المذكور لا أساس له من الصحة، وإنما كان حول اللاجئين السوريين الراغبين في العودة الطوعية إلى مناطق شمال وشرق سورية.
وصرحت “الإدارة الذاتية” إن تصريحات أحمد بهذا الشأن جاءت “تماشياً مع النداءات السابقة والعلنية للإدارة الذاتية، التي أبدت فيها مراراً وتكراراً استعدادها للتعاون والالتزام بجميع المسؤوليات الإنسانية الملقاة على عاتقها في ما يخص ملف اللاجئين السوريين أينما كانوا، ومن هذا المنطلق، تواصلت مع الأمم المتحدة وكافة الجهات الدولية المعنية بغية إيجاد حلول معقولة تخفف من معاناة السوريين في الشتات، وتمنح الفرصة لأولئك الراغبين في العودة الطوعية والآمنة إلى مناطق شمال وشرق سورية”.
وكان موقع “ntv.de” الألماني قد ذكر أنّ “إلهام أحمد” قالت إنّ “قسد” مستعدة للتفاوض بشكل “غير محدود” بشأن عودة اللاجئين السوريين الذين يعيشون في ألمانيا إلى وطنهم، وأضافت في مقابلة مع الموقع: “نحن مستعدون لاستقبالهم في منطقة الحكم الذاتي، بغض النظر عما إذا كانوا يأتون أصلاً من هذه المنطقة أو من جزء آخر من سورية.
وشهدت وكانت مدينة زولينغن الألمانية، في آب الماضي، حادثة طعن ارتكبها شاب سوري يُشتبه في صلته بتنظيم “داعش”، حيث أصاب ثلاثة أشخاص، ما أثار جدلاً في ألمانيا حول إمكانية ترحيل اللاجئين السوريين المتهمين أو المدانين بجرائم إلى سورية، لا سيما بعد قرار المحكمة الإدارية العليا في مونستر، في تموز الماضي، الذي أكّد عدم وجود تهديدات كبيرة على الحياة والسلامة الجسدية للمدنيين في سورية.