“روبلكس” خطر جديد يهدد أبناءنا.. لماذا أدمن الأطفال هذه اللعبة؟
يستخدم ألعاب “روبلكس” نحو 54 مليون مستخدم نشط يوميا، متوسط أعمارهم 13 عاما أو أقل من ذلك، بإجمالي ساعات كبير وصل إلى 8.7 مليارات ساعة قضوها على مدى 3 أشهر، وفقًا لشركة “ستاسيتا” (Statista)، وهي شركة ألمانية متخصصة في جمع أرقام السوق والمستهلكين.
تعتبر روبلكس واحدة من أكثر الألعاب والتطبيقات شعبية حول العالم. في الحقيقة، إنها ليست لعبة واحدة، بل أكثر من 520 مليون لعبة، تم إنشاء كثير منها بواسطة مجتمع اللاعبين. ولتقريب فكرة إنشاء الألعاب هذه، فهي منصة تشبه يوتيوب، لكن محتوى هذه المنصة هو الألعاب وليس مقاطع الفيديو.
يُمكن تحميل روبلكس على الحواسيب والهواتف والأجهزة اللوحية، وعبر تطبيق روبلكس يمكن تصفح وتحميل قائمة طويلة من الألعاب، كما يوفر التطبيق مساحة لخوض النقاشات والدردشة مع الأصدقاء.
تم إطلاقها عام 2006، وبدأت أعداد مستخدميها في الازدياد مع الوقت حتى وصلت إلى 13 مليون عام 2018، وكانت واحدة من أكثر التطبيقات استفادةً من زيادة عدد الزوار خلال جائحة كورونا، إذ تجاوز عدد مستخدميها خلال عامي الجائحة 54 مليون مستخدم نشط حتى الربع الأول من 2022.
وبحسب القائمين على روبلكس، فإن معظم مستخدمي التطبيق يأتون دون أي تسويق أو محاولات لجذبهم بالإعلانات، بل يأتون لرغبتهم في استخدام هذه الألعاب على التطبيق، إذ توفر روبلكس تنوعا كبيرا في خيارات الألعاب، ويوجد فيها تقريبا جميع تصنيفات الألعاب.
وقال “كريغ دوناتو”، كبير مسؤولي الأعمال في روبلكس لصحيفة “ذي غارديان” (The Guardian) البريطانية: “نحن لسنا شركة تقوم بالكثير من التسويق. يعرف المستخدمون عنا من خلال دعوة صديق للعب، أو عند مشاهدة أشخاص يلعبون إحدى ألعاب روبلكس على يوتيوب”.
كما توفر روبلكس مساحة لكل لاعب لأن يصمم شخصيته وحياته الافتراضية داخل عوالم هذه اللعبة.
لذلك، قد تسمع من طفلك عن حيوانه الأليف أو صديق له لا تعرفه، ففي عالمه الافتراضي الخاص بإمكانه الحركة والاستكشاف وبناء كل ما يريده، إذ يمكنه تصميم المنازل والملابس واقتناء الحيوانات الأليفة وشراء المستلزمات الخاصة ومشاركتها وإهداؤها للأصدقاء، وكلها عوامل تجعل من اللعبة مختلفة ومميزة، كما أشار موقع “كيداز” (Kidas) المهتم بمواضيع الأطفال.
وبحسب دوناتو، فإن معظم التجارب على المنصة “لا تتعلق فقط بهدف الفوز، بل تقوم على خوض التجربة مع أشخاص آخرين”.
وتعدّ مساحة المشاركة التي يوفرها التطبيق عاملا مهما أيضا في جعلها مختلفة عن باقي تطبيقات الألعاب. وتعد “روبلكس” أيضا شبكة تواصل اجتماعي، وتعتمد على المشاركة مع الآخرين والتواصل معهم، وليس هدفها الأول الربح والفوز كمعظم الألعاب الأخرى.
كذلك، بإمكان أي مصمم أن يصمم لعبة جديدة ويضيفها إلى المنصة ويربح منها الأموال أيضا، وتصميم هذه الألعاب أو الشخصيات لا يحتاج إلى خبرات تقنية كبيرة، ويمكن للمستخدمين العاديين القيام بذلك. إذ تقول الشركة إن لديها أكثر من مليوني “مبتكر”، أي حوالي 2% من لاعبيها.
وتعتبر ألعاب روبلكس مناسبة لجميع مستويات اللاعبين ولجميع الأعمار، وهي مجانية أيضا، إذ يمكن تحميل التطبيق مجانا، رغم أن بعض ألعابه أو تحسيناته تقدم بمقابل مالي، لكن يمكن استكمال اللعب مجانا في مستويات أخرى.
كذلك تدعم اللعبة مساحة التعليم، لأن الأدوات التي توفرها المنصة تعطي مساحة للمعلمين أيضا لاستخدام ألعاب روبلكس، إذ يمكنهم ابتكار تجارب محاكاة واقعية للعديد من الأحداث العلمية والتاريخية، وبذلك تكون اللعبة المقربة من قلوب الأطفال هي وسيلتهم التعليمية بدلا من الفيديو والعروض التقديمية.
تعتبر منصة روبلكس غير آمنة، إذ تصدّرت ألعاب روبلكس عناوين الصحف عام 2017 و2018، بعد تقارير عن دخول بالغين إلى المنصة والقيام باعتداءات جنسية افتراضية، وأيضا تصدّرت الأخبار عن هجوم بشخصيات افتراضية، واختراق بعض حسابات اللاعبين، لكن شركة روبلكس كانت ترد من طرفها بالتأكيد على عملها على إصلاح ومعالجة المشكلات والثغرات التقنية في النظام الأساسي.
كما طرحت الشركة موقع “فور بيرنتس” (For Parents) لشرح أدوات الأمان الخاصة بالمنصة، والتي يمكنهم استخدامها للتحكم في بيئة اللعب التي يستخدمها أطفالهم، بدايةً من الخوارزميات التي تحظر الشتائم والأسماء والعناوين في الدردشات النصية، إلى نظام الإبلاغ عن الدردشة أو المحتوى غير اللائق، ويوفر الموقع خوارزمية تكتشف ما إذا كانت الصور الرمزية للاعبين ترتدي “الملابس المناسبة”.