إقليمي ودوليالتقارير الإخبارية

“داماس بوست” تكشف: التحولات الإقليمية وتراجع الدعم المصري يعيدان تشكيل خارطة الصراع في السودان

تشهد الحرب الأهلية في السودان تطورات متسارعة في ظل تغيرات إقليمية تعيد رسم خريطة التحالفات والدعم العسكري في المنطقة. فقد أشارت صحيفة “واشنطن بوست” مؤخراً إلى أن دعم القاهرة للجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان شهد تراجعاً ملحوظاً بعد تلقي مصر وعوداً من الإمارات باستثمارات تبلغ 35 مليار دولار. هذا التحول دفع البرهان إلى البحث عن دعم عسكري من جهات أخرى، بما في ذلك إيران وروسيا، لتعزيز قدرات الجيش السوداني في مواجهة قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي).

الإمارات ودعم قوات الدعم السريع
تلعب الإمارات دوراً بارزاً في الصراع السوداني، حيث قدمت الدعم المالي والعسكري لقوات الدعم السريع التي تسعى للسيطرة على الخرطوم والانقلاب على سلطة الجيش. وفقًا لمصادر مقربة من حميدتي، فإن الإمارات تؤمن للقوات الدعم السريع كل ما تحتاجه من أسلحة ومعدات لتمكينها من التصدي لقوات الجيش السوداني، التي تجد نفسها الآن في موقف صعب مع تراجع الدعم الإقليمي.

تراجع الموقف المصري
على الرغم من الاتهامات التي وجهت إلى مصر بمساندة الجيش السوداني في بداية النزاع، وتحديداً من خلال تقارير أشارت إلى مشاركة الطائرات المصرية في قصف مواقع الدعم السريع، نفت القاهرة تلك المزاعم وأعلنت حيادها. لكن التحولات الاقتصادية الأخيرة في مصر، وما تعانيه من أزمة اقتصادية خانقة، جعلت القيادة المصرية تبحث عن تحالفات أكثر فائدة اقتصادية. ويبدو أن الوعود الإماراتية باستثمارات ضخمة كانت عاملاً حاسماً في تقليص الدعم المصري للبرهان.

البحث عن دعم بديل: إيران وروسيا
في ظل الضغوط الاقتصادية التي تواجهها مصر، وتراجع الدعم العربي للجيش السوداني، اضطر البرهان إلى اللجوء إلى قوى أخرى. تشير التقارير إلى أن البرهان يسعى لتعزيز علاقاته مع إيران وروسيا للحصول على الأسلحة والدعم اللوجستي اللازم لمواجهة قوات الدعم السريع. يُذكر أن إيران تسعى لاستغلال الفوضى في السودان لتعزيز نفوذها في المنطقة، وهو ما يثير مخاوف دولية من زيادة التوترات في البحر الأحمر ومنطقة القرن الإفريقي.

التداعيات الإقليمية والدولية
مع اشتداد الصراع في السودان وتزايد التدخلات الخارجية، باتت المنطقة مهددة بتحول السودان إلى ساحة صراع إقليمي ودولي. فإيران تسعى لكسب موطئ قدم على البحر الأحمر، في حين تواصل الإمارات دعم قوات الدعم السريع لتحقيق مكاسب استراتيجية. من جهتها، تقف مصر الآن في موقف المتفرج بعد أن قررت الابتعاد عن النزاع بسبب التزاماتها الاقتصادية مع الإمارات.

خاتمة
يبقى السؤال الأهم حول مستقبل السودان: هل ستؤدي هذه التحولات إلى نهاية قريبة للصراع أم أنها ستزيد من تعقيد الأوضاع؟ في ظل استمرار الدعم الخارجي لطرفي النزاع، يبدو أن الحل السياسي لا يزال بعيد المنال، بينما يزداد الضغط على الأطراف الإقليمية لاتخاذ قرارات أكثر وضوحاً بشأن مواقفها من الصراع السوداني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى