إقليمي ودوليالتقارير الإخبارية

“ثروة النيجر من اليورانيوم تشكل محركًا للأحداث الداخلية وتجذب طموحات الدول الخارجية”

تتصاعد التوترات في النيجر بعد إطاحة الرئيس محمد بازوم في انقلاب عسكري، وهو ما دفع قوى عالمية بارزة كروسيا والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، وغيرها، إلى الدخول في المشهد السياسي. بينما يرى البعض أن الاهتمام الدولي يعود لدور النيجر في مكافحة المتطرفين في منطقة الساحل الأفريقي، يرون متخصصون أن ثروتها من اليورانيوم تعد المحرك الأساسي وراء التطورات في العاصمة نيامي.

تعتبر النيجر منتجًا رئيسيًا لليورانيوم في العالم، حيث يشكل هذا المعدن النووي الذي يُعرف بـ “الكعك الأصفر” موردًا هامًا للبلاد. ومع أن اليورانيوم قد يكون الحلا لمشاكل الاقتصاد النيجيري، إلا أن البلاد تعاني من أزمة اقتصادية مستمرة وتعثر عجلة التنمية.

تتجه الأنظار العالمية نحو هذا البلد نظرًا لأهمية اليورانيوم في توليد الطاقة النووية وتزويد دول أوروبا وفرنسا بالمادة الحيوية هذه. كما يُستخدم اليورانيوم في العديد من الاستخدامات الطبية والصناعية. ومع ذلك، تبقى أسئلة حول كيفية الاستفادة الأمثل من هذه الموارد وتحقيق النمو الاقتصادي المستدام في النيجر.

وتعد النيجر من الدول الرئيسية في إمدادات اليورانيوم في العالم وتلعب دورًا حيويًا في توفير الوقود النووي لدول التكتل الأوروبي، حيث قدمت حوالي 25 في المئة من إمدادات اليورانيوم لهذه الدولة. وفقًا للأرقام الرسمية التي نشرتها الرابطة النووية العالمية، فقد بلغ إنتاج التعدين العالمي لليورانيوم من النيجر حوالي خمسة في المئة عام 2022.

يُذكر أن “الكعك الأصفر” كما يُعرف اليورانيوم النيجري، يُشكل نحو 35 في المئة من الوقود النووي المستخدم في فرنسا و25 في المئة من كهرباء التدفئة في أوروبا، مما يجعله عنصرًا أساسيًا للاقتصاديين والمستهلكين العالميين.

على الرغم من التراجع النسبي لأهمية الطاقة النووية في أوروبا خلال العقد الماضي، خصوصًا بعد حادث تفجير مفاعل فوكوشيما في اليابان، فقد بدأت أهميتها في الزيادة من جديد مع حرب الطاقة التي اندلعت بعد اجتياح دبابات روسية للأراضي الأوكرانية في فبراير 2022.

وتُظهر هذه الأحداث أن مصير اليورانيوم النيجري يتأثر بتطورات السياسة الداخلية، حيث أدى انقلاب الحرس الرئاسي في النيجر إلى إعاقة صادرات اليورانيوم إلى فرنسا في أول قرارات الانقلابيين.

وعلى ضوء هذه المعلومات، يمكن أن يتزايد التوتر بين الدول الخارجية المهتمة بالمصالح الاقتصادية والسياسية في النيجر. وفرنسا، التي تستنكر الانقلاب النيجيري وتحتفظ بحوالي 1500 جندي في قاعدة نيامي العسكرية، تدير عمليات تعدين اليورانيوم في شمال النيجر من خلال شركة “أورانو”. يذكر أن الشركة أغلقت منجمًا كانت تشغله في عام 2021 وتعمل الآن على تطوير منجم آخر في المنطقة.

وبالنظر إلى أهمية اليورانيوم للنيجر والدول الخارجية، قد تظل الأزمة الراهنة تشكل تحديات للاستقرار السياسي والاقتصادي في المنطقة، وتجعل مصالح الدول المعنية عرضة للتهديد والتأثر بالأحداث الداخلية في النيجر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى