توعد بضربات انتقامية ضد ميليشيات إيران في سوريا والعراق… من قبل الرئيس الأمريكي
أكد الرئيس الأمريكي “جو بايدن”، أمس الثلاثاء 13 شباط/ فبراير، أنه سيواصل الضربات الانتقامية ضد الميليشيات المدعومة من إيران في سوريا والعراق، ردًا على هجوم أدى لمقتل عدد من الجنود الأمريكيين باستهداف قاعدة أمريكية قرب الحدود السورية – الأردنية.
وخلال مؤتمر صحفي مع الملك الأردني “عبد الله الثاني”، في واشنطن، أكد “بايدن”: “لقد ضربت القوات الأمريكية أهدافًا في العراق وسوريا، وأكد “ردنا سيستمر”.
وكانت توقعت “ميشيل غرايز” الباحثة في السياسات بمؤسسة “راند”، أن تستمر “الهجمات الإيرانية بالوكالة” على القواعد الأمريكية في سوريا والعراق، رغم الضربات التي نفذتها واشنطن ضد أهداف مرتبطة بإيران في البلدين.
وصرحت غرايز، أن الضربات قد تستمر طوال فترة حرب غزة، مع توقع تغير شدتها وتواترها، دون أن تستبعد سيناريو “مواصلة الهجمات حتى بعد انتهاء الحرب”، ورجحت أن تؤدي هدنة ممددة إلى وقف الهجمات الحالية، “على الأقل في المدى القريب”.
ووفق وكالة الصحافة الفرنسية، اعتبر مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية جون ألترمان، أن إيران والمجموعات التي تدعمها ترفضان إعلان الاستسلام، “ما يشي باستمرار مستوى معين من العنف لبعض الوقت”.
وعبر ألترمان، عن اعتقاده بأن عدد الهجمات وحجمها سيتضاءلان، بفعل الضربات الأميركية، والرغبة في تقليل الخسائر، وحذر من أن “مواجهة مباشرة كبرى، تهدد بالتسبب في اندلاع حرب إقليمية مفتوحة بدون نهاية أو أهداف واضحة”.
وكما سلط باحثون غربيون، الضوء على الوجود الإيراني في سوريا، مع تصاعد المواجهة بين الولايات المتحدة ووكلاء إيران، من خلال تصاعد استهداف القواعد الأمريكية، ومايقابله من ضربات جوية تطال مواقع تلك الميليشيات، وأجمع الباحثون على عدم إمكانية انسحاب إيران من سوريا في الوقت الحالي على أقل تقدير.
وصرح “آرون لوند” الباحث بمركز “القرن الدولي”، إن إيران لا تنوي الانسحاب من سوريا، مؤكداً أن لا أحد يستطيع إجبارها فعلياً على المغادرة، في ظل الوضع الحالي، لا سيما أن دمشق ترغب باستمرار الوجود الإيراني لحمايتها، وتأمين أشكال أخرى من الدعم.
وكان اعتبر مندوب إيران لدی الأمم المتحدة أمیر سعید إیرواني، أن وجود المستشارين العسکریین الإيرانيين في سوریا، جاء بدعوة رسمیة من “حکومة” هذا البلد، لمکافحة الإرهاب، وفق زعمه.
وقال السفير، أن بلاده لیس لها أي تواجد عسكري في العراق ولا قاعدة ومستشارین عسکریین قائلًا: “في سوریا یتواجد المستشارون العسکریون الإيرانيون بشكل قانوني تلبیة لدعوة الحکومة السوریة لمکافحة الإرهاب”.
وفي السياق، اعتبر الباحث سام هيلر، أن طرد إيران من سوريا في هذه المرحلة، لا يبدو معقولًا، لكن يمكن القول إن إدارة بايدن ساعدت على تقييد الوجود الإيراني في سوريا، عبر الحد من حرية تحركاتها في ظل استمرار الانتشار الأمريكي عند الحدود السورية- العراقية، ومن خلال توفير غطاء للهجمات الإسرائيلية على أهداف مرتبطة بإيران.
وقال الخبير في الشأن الإيراني، مروان فرزات، إن إسرائيل أو الولايات المتحدة غير مهتمتين بالوجود الإيراني في سوريا بشكل عام، وتقتصر محاربة نفوذ إيران على مناطق الجنوب السوري بشكل رئيس.
وكان قال مندوب إيران لدی الأمم المتحدة أمیر سعید إیرواني، في اجتماع لمجلس الأمن حول”تهدید السلام والأمن الدولي”، إن “الهجمات العسکریة الأمریكیة علی سوریا والعراق تعتبر انتهاکا سافرا للوحدة الترابیة والسیادة والإستقلال السیاسي لهذین البلدین”.
واعتبر أن “أمريكا وبریطانیا تستغلان بوضوح قرار 2722 لمجلس الأمن” زاعماً أن “کافة فصائل المقاومة في المنطقة مستقلة وقراراتهم وإجراءاتهم تقوم علی حقوقهم الشرعية بموجب القانون الدولي وتأتي ردا علی التواجد الأمریكي غیر القانوني في أراضیهم ومن أجل وقف المجزرة في غزة، فأي محاولة لربط هذه الهجمات بإيران أو قواتها المسلحة مضللة ولاأساس لها ومرفوضة”.
وكانت أكدت الولايات المتحدة الأمريكية، خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي لمناقشة الضربات الأمريكية في سوريا والعراق، بأنها لا ترغب في توسيع الصراع بمنطقة الشرق الأوسط، وقالت إنها تعمل “من أجل احتواء الصراع في غزة ونزع فتيله”.
وأدانت كلا من “روسيا وايران” الضربات الأمريكية في سوريا والعراق، وطالبت روسيا بعقد اجتماع طارئ لمجلس الامن لمناقشة هذه التطورات، وحذرت من أن هذه الضربات تهدف لدفع أكبر الدول في المنطقة للصراع.
وفي 28 كانون الثاني/ يناير، تعرضت قاعدة أميركية في الأردن لهجوم بطائرة مسيرة أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين وإصابة أكثر من 40 آخرين، وحملت واشنطن مسؤوليته للفصائل المدعومة من إيران، وفق وكالة “فرانس برس”، والجمعة، نفذت واشنطن 85 غارة جوية على القوات شبه العسكرية الإيرانية والميليشيات المدعومة من طهران في سوريا والعراق.