تصعيد القصف الروسي على شمال غربي سوريا يسفر عن وقوع عدد من الشهداء والجرحى
تستمر الحملة العسكرية المكثفة التي تشنها روسيا وقوات نظام الأسد على المناطق المحررة شمال غربي سوريا، حيث أسفرت غارات روسية على مدينة دارة عزة غربي حلب، اليوم الخميس، عن استشهاد ثلاثة مدنيين، بينهم أطفال، وإصابة تسعة آخرين بجروح بعضها خطير.
أعلنت منظمة “الدفاع المدني السوري” أن الطائرات الحربية الروسية استهدفت أحياء سكنية وسوقاً شعبياً في دارة عزة، بالتزامن مع غارات مماثلة طالت سوقاً شعبياً في منطقة أخرى.
كما شهدت مدينة الأتارب غربي حلب هجمات عنيفة بقنابل عنقودية محرمة دولياً، ما أدى إلى إصابة 11 مدنياً، بينهم نساء وأطفال، وتدمير منازل ومرافق عامة.
ووثق الدفاع المدني السوري تصعيداً شاملاً للقصف الجوي والبري ضد المدنيين في مناطق إدلب وحلب. حيث تعرضت مدينة أريحا جنوب إدلب، والأحياء الشرقية لمدينة إدلب، لقصف مكثف بقذائف مدفعية وصواريخ النظام، مما تسبب بوقوع إصابات ودمار واسع. كما استهدفت الهجمات مخيماً للمهجرين شمال إدلب وبلدات عدة غربي حلب.
وقد أجبر تصاعد الهجمات، مئات العائلات على النزوح القسري من مناطق إدلب وحلب باتجاه مخيمات شمال غربي سوريا. وأفادت تقارير بأن النازحين يواجهون أوضاعاً إنسانية صعبة في ظل نقص الموارد، وانخفاض درجات الحرارة، واستمرار القصف الذي يلاحقهم حتى في المخيمات.
وحذرت منظمة الدفاع المدني من أن استمرار الهجمات واستخدام أسلحة محرمة دولياً، مثل القنابل العنقودية، يهدد حياة المدنيين ويزيد من تعقيد الأوضاع الإنسانية.
ووفقاً للأمم المتحدة، فإن نسبة كبيرة من القنابل العنقودية لا تنفجر فوراً، مما يزيد من مخاطرها طويلة الأمد على المدنيين، خاصة الأطفال.
ودعت منظمة الدفاع المدني المجتمع الدولي إلى التدخل لوقف الهجمات ومحاسبة النظام السوري وروسيا على الجرائم المرتكبة بحق المدنيين. كما طالبت بالعمل على تطبيق القرار الأممي 2254، الذي يضمن حماية المدنيين وعودتهم إلى منازلهم، وتحقيق العدالة للضحايا.
يذكر أن تصاعد القصف المستمر وحالة النزوح المتزايدة تعكسان عمق الأزمة الإنسانية في شمال غربي سوريا، في ظل غياب الحلول السياسية والمساعدات الكافية لتخفيف معاناة المدنيين المحاصرين بين نيران الحرب وضيق سبل العيش.