تركيا ومصر…أبرز الخاسرين في اتفاق طريق الهند الجديد
تمخض اجتماع القمّة العشرين التي انعقدت في العاصمة الهنديّة يوميّ السبت والأحد الماضيين، بقِيادة الرئيس الأمريكي “جو بايدن”، ورئيس الوزراء “الهندي ناريندرا”، عن مشروع “الممر الاقتصادي” الذي من المُفترض أن يربط الهند بأوروبا عبر الشرق الأوسط.
المشروع حمل في طياته نصرًا كبيرًا للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، محققًا عدة أهداف استراتيجية أهمها وقف تدهور حُظوظ زعامتها للعالم، ولجم الصّعود الصيني على الصعد كافة، والتحشيد لجبهةٍ جديدةٍ موسعةٍ ضد روسيا في حرب أوكرانيا.
إضافةً لخنق منظومة دول “بريكس” في مهدها، وتكريس التطبيع بين دولة الاحتِلال الإسرائيلي ودول الخليج، أو مُعظمها، وتهميش قناة السويس كممرٍّ عالميٍّ للتجارة بين الشرق والغرب، وإضعاف، وربما وأد طريق الحرير الصيني، الذي يمر من تركيا.
الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان، لم يخفي قلقه من المشروع حيث قال بعد عودته من قمّة العشرين: “إن تركيا هي الخط الأكثر مُلائمة لحركة المُرور من الشرق إلى الغرب، في مشروع الممر الاقتِصادي بين الهند وأوروبا عبر الشرق الأوسط”.
أما على صعيد مصر فمن المحتمل أن تخسر قناة السويس التي تدرّ أكثر من عشرة مِليارات دولار سنويًّا على الخزينة المِصريّة، 22 بالمِئة من حجم التجارة عبرها مُنذ اليوم الأوّل لتدشين هذا المشروع الذي سيمرّ من فوقها باتّجاه ميناء حيفا.
الهند ستكون الأداة الأمريكيّة الأقوى لأمريكا في مُواجهة العِملاقين الروسي والصيني، وربّما ستشهد الأعوام القادمة تتويجها مع دولة الاحتِلال كزعيمتين لمِنطقة الخليج والشرق الأوسط بمُباركةٍ أمريكيّة أوروبيّة، وتقويض منظومة بريكس من الدّاخل.
كذلك ويعتبر مشروع التعاون الأكبر في تاريخ إسرائيل، حيث لم يخفي نتنياهو فرحته بهذا الإنجاز العظيم الذي حققه له بايدن عندما قال في تغريدةٍ له على موقع “إكس”، “يسرّني أن أزف لمواطني دولة إسرائيل بشرى تحوّل دولتهم إلى مفرق رئيسي في هذا الممر الاقتصادي”.
بالمقابل قد يحمل قادم الأيام مفاجئات كبرى، حيث لن تقف الدول الأخرى مكتوفة الأدي حيال هذا المشروع وخصوصًا العملاقين الروسي والصيني، وبقية الدول المتضررة.