إقليمي ودوليالأخبار

تجارة تهريب البشر إلى قبرص… مرتبطة بشخصيات من آل الأسد

جددت قبرص دعوتها للاتحاد اﻷوروبي إلى اتخاذ إجراءات تساعدها في مواجهة موجات الهجرة القادمة من مناطق سيطرة اﻷسد، عبر البحر اﻷبيض المتوسط، وإتاحة الفرصة ﻹعادة اللاجئين.

 

وأكد الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس، أن إنفاق الأموال على الهجرة غير الشرعية لن يجعلها تختفي، مضيفًا أن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى اتباع نهج شامل وإعادة التفكير في حظر عمليات الترحيل إلى سوريا.

 

وشهدت قبرص ارتفاعًا كبيرًا في أعداد المهاجرين عن طريق البحر من سوريا ولبنان المجاورتين، باﻹضافة إلى محاولات عبور المهاجرين عبر ثغرة مغلقة في خط وقف إطلاق النار الذي يقسم الجزيرة.

 

وخاطب خريستودوليدس اﻷوروبيين قائلًا: “إذا أردنا حقًا التعامل مع القضية فليس من خلال المال أو الإجراءات للتعامل مع الظاهرة نفسها يجب أن يتم ذلك من خلال تقييم الأسباب الجذرية والتعاون مع الدول التي يأتي منها المهاجرون”.

 

ويذكر تضاعف أعداد الوافدين إلى قبرص لأكثر من أربعة أضعاف من كلي البلدين، خلال عام 2023، مما أثار المخاوف في نيقوسيا من حدوث زيادة إذا اجتاحت التوترات في الشرق الأوسط المنطقة بشكل أوسع.

 

ويشار أم موقع الجزيرة على بعد حوالي 100 ميل “185 كم” غرب لبنان وسوريا، وهي عضو في الاتحاد الأوروبي منذ عام 2004 والأقرب إلى الشرق الأوسط.

 

وتطالب منذ أشهر بأن يدرس الاتحاد إعلان أجزاء من سوريا آمنة، وهو ما سيسمح لها بإعادة الأشخاص الذين يصلون من هناك.

 

وقال خريستودوليدس: “أنا على دراية بالحساسيات المحيطة بهذا الأمر، هناك مناطق في سوريا يتعين علينا أن نفحص ما إذا كانت آمنة، وبالتالي، ما إذا كان من الممكن إعادة المهاجرين من تلك المناطق المحددة، ولا أعتقد أنه من الصواب أن لا يناقش الاتحاد الأوروبي هذا الأمر”.

 

ويدير آل الأسد ونظامه شبكة متخصصة في تهريب البشر، من الساحل السوري إلى أوروبا، عبر قبرص وإيطاليا، وقد تصاعدت عمليات الهجرة في صيف 2023 عبر السواحل السورية، كنقطة انطلاق جديدة بديلة عن لبنان وتركيا وليبيا، مع تزايد حالة الانهيار الاقتصادي.

 

ونقل بعض مصادر  الإعلام، أن عمليات الهجرة المحدودة التي تجري من السواحل السورية نحو أوروبا، تسيطر عليها جماعات مرتبطة بشخصيات من آل الأسد، فمن قوارب الصيد إلى الرحلات التجارية، إلى اليخوت التي تعود ملكيتها لأفراد في العائلة.

 

وذكر مصدر أخر أن يختًا سياحيًا على سبيل المثال تعود ملكيته “لأيهم الأسد” نجل كمال ابن عم بشار، أجرى 6 رحلات على الأقل خلال الصيف الفائت، نحو السواحل الإيطالية، بتنسيق لوجستي وتأمين للركاب من قبل “حافظ ابن منذر الأسد”، ضمن شراكة بين أبناء العمومة تنتهي بالسيطرة على طرق الهجرة غير الشرعية.

 

وهناك يخوت أخرى تعود ملكيتها لآل الأسد، وشخصيات نافذة من عائلات أخرى مرتبطة بها، تقوم بنقل الركاب من سوريا نحو سواحل إيطاليا، “لعدم لفت الانتباه من تكرار القارب ذاته”، ولكن جميع رحلات تهريب البشر تجري بالتنسيق وبرعاية “حافظ وأيهم الأسد”، حتى تلك التي يُستخدم فيها قوارب صيد صغيرة، وفقًا للمصدر.

 

وأكد المصدر أن مرور اليخوت من سوريا نحو الأراضي الأوربية لا يمكن أن يكون بدون تنسيق مع خفر السواحل في المياه الدولية لتمرير اليخوت التي في الغالب تكون مسجلة في دول أخرى وبأسماء أشخاص من جنسيات غير سورية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى