بعد فشل الحكومات العربية…أعظم تحرك للجاليات المسلمة في السويد نصرةً “للقرآن”

بعد الاعتداءات المتكررة على إهانة شعائر أمة المليار مسلم، وتكرار الأفعال الهمجية المقيتة التي تزدري الدين الإسلامي، والتي كان آخرها أحراق لاجئ عراقي في السويد، لنسخة من المصحف خارج مسجد في العاصمة ستوكهولم أول أيام عيد الأضحى، وكرر فعلته بتدنيس لنسخ أخرى كان آخرها منذ أيام، وبموافقة وتحت حماية الشرطة السويدية و بتشجيع من المتطرفين.
وبعد فشل كافة الحكومات الإسلامية والعربية بالخروج من حالة (الشجب والاستنكار والإدانة)، كذلك فشلهم في تحريك ساكن تجاه هذا العمل الدنيئ.
أطلقت مجموعة من التجار والشباب المسلم في “السويد” بقيادة شاب يُدعى جمال، حملة (vi Mår Bra) وتعني باللغة العربية “نحن بخير” مع إطلاق موقع رسمي يمثلها.
وصرح “خالد المصطفى”، عضو مجلس إدارة الحملة، “انطلق بضعة شباب على برنامج التيك توك (Jamal.se) يدعون للوقوف ضد المتطرفين الذين يدعون لحرق المصحف، ويرددون شعار “كل مصحف سيحرق سيُبنى مكانه مسجد بالسويد”.
وتابع اكتملت حملتهم بوقوف والتفاف المشايخ حولهم وعلى رأسهم الداعية المسلم عبد الله السويدي، وهو من أصول سويدية أسلم منذ عشرين عاماً وهو من أحفاد ملك السويد القديم، كما وقف إلى جانبهم التجار المسلمون الجدد في السويد والتقوا معهم ووحدوا صفوفهم نصرةً لدين الله ولبناء مساجده.
وقال المصطفى: “انطلقت الحملة وكل بث ستقوم به ستجمع ثمن مسجد جديد”، مؤكدًا أنهم وصلو لتجميع مبلغ لبناء الجامع رقم 11 بالسويد،عبر تطبيق “السويش” من داخل السويد وتطبيق “الباي بال” من خارج السويد.
وحول آلية عمل الحملة، يقول المصطفى إن الإداريين بالحملة قسموا السويد لعشرة قطاعات، وأوكلوا العمل لكل منطقة ليسهل معرفتهم ببعضهم البعض وليكونوا كلمة واحدة يلتقون مع بعضهم بمجموعات موحدة وينسقون ليلًا نهارًا لإنجاح حملتهم”.
وأكمل: “كما شكلوا لجان قانونية تدافع عنهم في السويد ولجان هندسية تدرس وضع المساجد التي يبنونها ولجان إعلامية وتجارية. وانتقلوا خلال بضعة أشهر للعمل كمؤسسات تبني نظاماً لتوحيد صف المسلمين”.
وأوضح أن الحملة بدأت بالتوسع لتصول إلى جميع الدول الاسكندنافية، وإن التجربة السويدية راقت للجالية المسلمة في الدول الاسكندنافية، وبدؤوا بالانضمام لها من النرويج والدنمارك وفنلندا.
وصرح المصطفى حول رد فعل الحكومة السويدية تجاه الحملة، بقوله: “نحن مواطنون سويديون نعيش في السويد وندفع الضرائب ونلتزم بقوانينها وعملنا تحت سقف القانون السويدي. ليس لدينا ما يخالف القانون بهذا البلد، والقانون يعطينا الحق بافتتاح جمعياتنا الإسلامية والجمع للمساجد عبر السوشيال ميديا ونمارس شعائرنا الدينية على أكمل وجه وبكل احترام من هذا البلد”.
ونوه المصطفى أن الحملة لا تقتصر على بناء المساجد فقط، بل ستنتقل لأي عمل إنساني بأي مكان وتناصره ولديها نيّة لمساندة مشاريع إنسانية بالشرق الأوسط سيتم الإعلان عنها بأقرب وقت.
الجدير بالذكر أن الإسلام ثاني أكبر ديانة في السويد وأوروبا ، والأكثر نمو خلال الخمسين عام الماضية ، ووفقا لتقرير ” بيو” للأبحاث ، فأن السكان المسلمين في السويد وصلت نسبتهم 8.1٪ من إجمالي عدد سكان السويد البالغ 10 ملايين (حوالي 875 ألف شخص مسلم ).