استيقظ سكان مدينة حلب في الأحياء الشرقية، التي كانت تحت سيطرة الثوار، على واقع مأساوي حيث وجدوا عشرات الجثث تملأ نهر قويق.
حيث تم رمي جثث الشهداء في النهر بعد فتح عنفاته من قبل قوات نظام الأسد المجرمة، والذي يسيطر على الضفة الغربية للمدينة.
وقد ظهرت قرابة (300) جثة لمدنيين، كانت قد أدرجت أسماؤهم داخل أدراج المعتقلين المختفين، تطفو على طول نهر قويق الذي يمتد من الأحياء التي يسيطر عليها النظام غرب المدينة وصولاً إلى ريفها الجنوبي.
في الأيام الأولى لظهور المجزرة، اكتشف الناشطون والمدنيون حوالي “تسعين” جثة، لكن عمليات البحث استمرت لأكثر من أسبوعين بسبب استمرار ظهور الجثث المتنفخة، التي تظهر عليها آثار تعذيب عنيف. وفي ريف حلب الجنوبي، عثر الناشطون على أكثر من “أربعين” جثة.
وبعد فضح المجزرة، قام نظام الأسد باتهام المعارضة بتنفيذها، لكن وقائع المجزرة وأهالي الشهداء نفوا ذلك، خاصة أن معظم الضحايا الذين عثر على جثثهم في نهر قويق كانوا شبانًا فقد الاتصال بهم في مناطق تحت سيطرة النظام.
أشار ذوي الضحايا إلى اعتقال النظام لأبنائهم الذين قتلوا من منازلهم قبل دخول فصائل الجيش السوري الحر إلى المدينة، مما يظهر في وضع الجثث المكبلة وآثار التعذيب على أجسادهم.
كما أن نقل الشهداء إلى مناطق الثوار نتيجة لزيادة ضخ مياه النهر، الذي يتحكم في عنفاته قوات النظام السوري، بسبب مرور المياه بالقرب من الأفرع الأمنية في المدينة.
وقد ظهرت آثار الإعدام على جميع الجثث بوجود طلقة رصاص في العين اليسرى قبل رمي الجثة في النهر.
يشار إلى أن نظام الأسد إجرامي متكامل، ورغم ذلك، تحاول بعض الأطراف الدولية التركيز على صفة الإجرام للأسد فقط، متجاهلين المنظومة الإجرامية المعقدة التي يسعى البعض للحفاظ عليها.