باعتبارها تمس المعتقدات وتعارض الدين.. “داماس بوست” تكشف رفض أهالي منطقة شرق الفرات لمناهج قسد التعليمية
أفاد مراسل وكالة “داماس بوست” في مناطق شرق الفرات، أن المنطقة تشهد وقفات احتجاجية ضد ميليشيا “قسد”، بسبب رفض اعتقال بعض المعلمات من قبل الميليشيا، على خلفية تقديم استقالتهن بسبب رفض المنهاج الدراسي الجديد.
حيث فرضت الإدارة الذاتية التابعة لميليشيا قسد، منهاجًا دراسيًا جديدًا ينشر عقائد شركية، كما تحتوي الكتب على مخالفات دينية وتربوية، وتركز على تمجيد حزب العمال الكردستاني وتقديس الديانة البوذية.
ووفقا لمراسلنا الذي اطلع على بعض هذه النماذج فقد رصد لنا بعض الصور المأخوذة من الكتب التي فرضتها ميليشيا قسد والتي بدورها تنشر عقيدة الزرداشت والأساطير.
وأوضح أن المنهاج الحالي لا يتوافق مع الأسس التربوية المعترف بها عالمياً، ويتضمن محتوى يشجع على العنف ويحرض على حمل السلاح، مما يهدد مستقبل الأطفال في المنطقة.
وبعد التقصي، تبين أن هذه المناهج المفروضة على أهالي المنطقة “غريبة عن الطابع الاجتماعي، والديني، ومخالف لعادات المنطقة، وقد اعتبروها محاولة لفرض فلسفة يسارية تنطبق مع معتقدات قسد، وهذا بعيد عن معتقداتهم.
ووفقًا لمراسلنا، جاء في كتاب الثقافة والأخلاق للصف الثاني الإعدادي، فقرة تشرح وسائل تحرير المجتمع من التعصب الجنسي،
وأن هناك اختلافات وخصائص مختلفة في طبيعة الرجل والمرأة ولكنهما يكملان بعضهما البعض، ويمكن أن تصبح الاختلافات الحالية عناصر مساواة إذا تم فهم ذلك وعرضه.
وأن الدراسات العلمية تظهر أن التعصب الجنسي تم بناؤه تدريجيا عبر التاريخ مع بناء الحضارة السلطوية، إذ أن تشويه سمعة وجود المرأة والتقليل من شأن عملها وتقييد تحركاتها تطور مع مرحلة النظام الأبوي كأساس للتعصب الجنسي.
كما كشف تقرير وكالة داماس بوست، أن هذه المناهج تعمل على غسيل أدمغة الأطفال، وتحريضهم على حمل السلاح، والقتال ضمن صفوف الميليشيا، بالإضافة إلى إقناعهم بارتياد معسكرات التدريب لتطوير مهارات حمل السلاح.
وقد ناشد أهالي المنطقة الشرقية، المنظمات الإنسانية والحقوقية للعمل على وقف عمليات تجنيد الأطفال في صفوف ميليشيا قسد الإرهابية.
والجدير بالذكر أنه خلال السنوات الماضية كانت هناك حالات مشابهة، حيث حاولت الميليشيا عدة مرات فرض مناهج تعليمية، تقبل الأهالي بعض المواد التدريسية، ورفضوا المواد التي تمس معتقدات وعادات وتقاليد المنطقة”.
ولكن قبل أيام، تظاهر المئات من أهالي منطقة شرقي سوريا، معتبرين أن هذه النماذج “معارضة لقيم الدين الإسلامي والعادات والأخلاق”، ومؤكدين أنها تشكل “تهديداً لهوية المجتمع وقيمه”.
واعتبر المحتجون أن المنهاج الجديد لا يتناسب مع الطلاب، وطالبوا بإعادة النظر فيه والسماح بالعودة إلى المنهاج السابق، موضحين أن شريحة كبيرة من الطلاب تأثرت بالحرمان من التعليم بسبب رفض هذه المناهج من قبل أهاليهم.