انفتاح دبلوماسي على سوريا بعد سقوط نظام الأسد

شهدت الأيام القليلة الماضية تحركات دبلوماسية ملحوظة تعكس انفتاحًا نسبيًا على سوريا، عقب سقوط نظام بشار الأسد في 8 كانون الأول، حيث أعلنت وزارة الخارجية القطرية عن استئناف عمل سفارتها في دمشق، مع تعيين خليفة عبد الله آل محمود الشريف قائمًا بالأعمال، وذلك اعتبارًا من يوم غدٍ الثلاثاء.
وأوضحت الوزارة في بيانها الصادر يوم الأحد 15 كانون الأول أن استئناف العمل في السفارة يأتي بعد نحو 13 عامًا من قطع العلاقات الدبلوماسية مع النظام المخلوع في عام 2011، مشيرة إلى دعم قطر المستمر للثورة السورية، وأكد البيان أن هذه الخطوة تأتي بالتزامن مع انتصار الشعب السوري، وتعكس التزام قطر بمساندته في تحقيق حقوقه المشروعة، بالإضافة إلى تعزيز جهودها الإغاثية عبر تقديم مساعدات إنسانية عاجلة.
كما جددت الخارجية القطرية تأكيدها على أهمية المساهمة الفعالة في تعزيز الجهود الإقليمية والدولية لإنجاز عملية سياسية انتقالية تضمن وحدة الأراضي السورية وسيادتها واستقرارها، وفي سياق متصل، نشر موقع “الجزيرة نت” تسجيلًا مصورًا يبرز فتح أبواب السفارة في دمشق لأول مرة منذ 13 عامًا.
وفي خطوة مماثلة، أعلن وزير الخارجية الفرنسي بالوكالة، جان نويل بارو، عن توجه بعثة دبلوماسية فرنسية إلى العاصمة السورية غدًا الثلاثاء لاستئناف الاتصالات بعد سقوط بشار الأسد، وأشار بارو إلى أن الفريق المكون من أربعة أفراد سيقوم باستعادة ممتلكات فرنسا في سوريا وإقامة اتصال دولي مع السلطات الجديدة لتقييم احتياجات السكان.
ومن جهة أخرى، زار المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، دمشق والتقى قائد “إدارة العمليات العسكرية”، أحمد الشرع، وفي تصريحات صحفية، أكد بيدرسون على ضرورة إطلاق العملية السياسية التي تشمل جميع السوريين، مشيرًا إلى مسؤولية السوريين في قيادتها.
كما ناقش اللقاء بين الشرع وبيدرسون أهمية إعادة النظر في القرار “2254” نظرًا للتغيرات السياسية الأخيرة، وأكد الشرع على ضرورة التركيز على وحدة أراضي سوريا وتحقيق التنمية الاقتصادية، مع أهمية توفير بيئة آمنة لعودة اللاجئين.
وفي سياق متصل، أعادت تركيا فتح سفارتها في دمشق بعد تعيين برهان كور أوغلو قائمًا بأعمال السفارة. وقد جاءت هذه الخطوة بعد زيارة وفد دبلوماسي تركي إلى دمشق، وهي الزيارة الأولى من نوعها منذ سقوط نظام الأسد. وقد وثق مراسل عنب بلدي موكبًا يضم مسؤولين أتراكًا برئاسة رئيس جهاز الاستخبارات، إبراهيم قالن، حيث استقبلهم أحمد الشرع في دمشق.