إقليمي ودوليالتقارير الإخبارية

“القلق الأميركي حول تداعيات قضية انقلاب النيجر وتأثيرها على المنطقة”

يعود القلق الأميركي إلى استمرار تقلب الوضع في النيجر، مما قد يمنح روسيا فرصة للتأثير في الأيام المقبلة. كما تشير المخاوف إلى سيناريو خروج القوات الفرنسية من مالي المجاورة، وهو الأمر الذي يلوح في الأفق أيضًا في النيجر. هذا السيناريو قد يتكرر مع كل من فرنسا والولايات المتحدة، اللتين قامتا بإجراءات استثمارية استراتيجية ومحاربة الجماعات الإسلامية المتطرفة في المنطقة. وقد أقامتا قواعد لمراقبة المنطقة الممتدة من السودان وليبيا إلى مالي ونيجيريا وبوركينا فاسو. ويثير هذا الوضع المتقلب تساؤلات حول تأثيره المحتمل على استقرار المنطقة بأكملها.

ووفقًا لصحيفة “لوس أنجليس تايمز” وتصريحات فلافيان بومغارتنر، محلل شؤون أفريقيا في شركة “دراغون فلاي” للمخاطر الأمنية والسياسية، تُثار مخاوف في الولايات المتحدة حول تهديد وجودي للنيجر وتداعياته المحتملة. وفي حالة استقالة محمد بازوم من منصب الرئيس، يمكن أن ينتقل النيجر إلى قائمة الدول المستهدفة للتوسع من قبل مجموعة فاغنر الروسية.

وتُعزى هذه المخاوف جزئيًا إلى أن النيجر يُعَد منتجًا كبيرًا لليورانيوم الذي تسعى روسيا للحصول عليه. في المقابل، يُعتبر الرئيس بازوم مؤيدًا للعلاقات مع فرنسا والولايات المتحدة، وقد انتقد فاكتيروفاغنر علنًا. ومن هنا، يُعد حكمه حاجزًا أمام توسيع نفوذ فاغنر في المنطقة.

وإذا ما حدث تغيير في الوضع السياسي في النيجر، قد يُعتبر ذلك تحديًا جديدًا للغرب، خاصة مع اهتمام روسيا المتزايد بالنيجر وتركيزها على المصالح الاقتصادية والاستراتيجية فيها. هذه التطورات تستحق الاهتمام والمتابعة الدقيقة، لأنها قد تؤثر على التوازنات الإقليمية والعالمية في المستقبل

تزداد المخاوف في واشنطن حيال الوضع السياسي في النيجر، وتركيزها على الصورة التي نُشِرَت لبريغوجين وهو يصافح رجلاً مجهول الهوية على هامش القمة الروسية – الأفريقية في سان بطرسبرغ، مما يُفسِّر على أنه إشارة لإظهار القوة وتعزيز نفوذ بريغوجين.

ويُعتبر التحدي الرئيسي الآن للولايات المتحدة هو ضمان استمرار النيجر في المشاركة الفعالة في جهود مكافحة الإرهاب، وعدم اللجوء إلى التوجه نحو “فاغنر” الروسية للحصول على المساعدة الأمنية. ويُعبر تصريح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، عن هذه المخاوف، حين زار النيجر في مارس الماضي، حيث حذر من تأثير “فاغنر” السلبي في المنطقة.

وبين المنافسة بين النفوذين الروسي والأميركي، يبقى مستقبل النيجر محط اهتمام الولايات المتحدة، وتسعى الأخيرة للحفاظ على شراكة فاعلة لمكافحة الإرهاب والحفاظ على استقرار المنطقة بشكل عام. هذه التطورات تُلقي بظلالها على السياسة الأميركية في المنطقة، وتمثل تحديًا جديدًا يتطلب الحنكة والتنسيق الدبلوماسي للتعامل معه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى