الفصائل الثورية تعيد رسم خرائط سيطرتها في شمال غرب سوريا.. فما أبعاد معركة “ردع العدوان”؟
في تطور هو الأول من نوعه منذ تجميد الأعمال العسكرية في شمال غرب سوريا عام 2020، أطلقت الفصائل العسكرية عملية تحت مسمى “ردع العدوان”، بمشاركة مكونات متعددة تشمل “هيئة تحرير الشام، الجبهة الوطنية للتحرير، والجيش الوطني”.
وتركزت العمليات في مناطق انتشار الميليشيات المدعومة من إيران، غرب مدينة حلب، ابتداءً من منطقة الأتارب وصولاً إلى محيط بلدتي نبل والزهراء، التي تعد مواقع انطلاق للهجمات الصاروخية ضد مناطق سيطرة المعارضة.
وتهدف العملية إلى استغلال التراجع الملحوظ في النفوذ الإيراني بالمنطقة، خاصة بعد ضعف حزب الله اللبناني، الذراع الأبرز لإيران، مع السعي لتجنب إثارة رد فعل روسي مباشر.
ويُظهر تحليل الموقف أن هدف الفصائل يتمثل في تقليص الدور الإيراني في هذه الجبهات.
ترتبط نتائج العملية بشكل كبير بمدى استجابة روسيا، حيث تبدو ردود الفعل الروسية حتى الآن محدودة. وقد تتسامح روسيا مع تغييرات محلية في السيطرة إذا كانت لا تمس مصالحها المباشرة، لكنها قد تتدخل عسكرياً وسياسياً إذا اعتبرت هذه التحركات تهديداً لنفوذها.
من جهة أخرى، يُطرح سيناريو امتداد المعارك ليشمل مناطق سيطرة قوات ميليشيا “قسد” شمال غربي حلب، مثل تل رفعت وعين عيسى، باعتبار أن قسد ترتبط بعلاقات تحالفية مع الميليشيات الإيرانية في المنطقة.
يشير خفض تركيا لالتزاماتها بخفض التصعيد في المنطقة إلى رسائل متعددة. فمن جهة، تحمل العملية رسالة ضغط على إيران بسبب دورها السلبي في عرقلة التوصل لاتفاق بين أنقرة ودمشق، كما صرّح وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، مؤخراً.
ومن جهة أخرى، تهدف تركيا إلى توجيه رسائل للنظام السوري حول أهمية الدور التركي في تحقيق الاستقرار، ودفع دمشق لإعادة النظر في مطالبها بانسحاب القوات التركية.
في السياق نفسه، يمكن اعتبار التحركات اختباراً لمدى استعداد روسيا لتحييد إيران في شمال غربي سوريا، بما يضمن حصر الصراع بين الفاعلين الأساسيين، تركيا وروسيا، دون تدخلات إيرانية.