الدكتور أسامة القاضي لـ”داماس بوست”: افتتاح المعابر لن يفيد مناطق المعارضة السورية
اعتبر المستشار الاقتصادي الدكتور، أسامة القاضي، أنّ فتح المعابر بين المناطق المحررة ومناطق نظام الأسد سيعود بالنفع عليه، وسيخفف من معاناة المناطق الواقعة تحت سيطرته، كما أنه لن يفيد مناطق المعارضة كثيرًا.
وردًا على سؤال مراسل وكالة “داماس بوست” عن النتائج الاقتصادية المتوقعة في حال صحت الأنباء عن افتتاح المعابر بين المنطقتين، قال القاضي: “إنّ افتتاح المعابر مالم تكن ضمن ترتيب وإشراف حكومة مدنية تديرها، لن تعود بالنفع والفائدة على المنطقتين بشكل عام.
وأضاف: أنّ المنفعة ستعود فقط على الفصائل المسيطرة على تلك المعابر، أوسيتم تقسيم الرسوم الجمركية على المجموعات المسلحة فيما بينها.
ورأى القاضي أنّ فتح المعابر مع نظام الأسد سيعود بالنفع على النشاط الزراعي والصناعي، وسيفتح باب التصدير بين المنطقتين، وسيتكمن الطرفان من المبادلة التجارية، وأنّ ذلك سيخفف من وطأة غلاء الأسعار لدى مناطق نظام الأسد، وسيسمح بإنشاء أسواق جديدة في المنطقة، مشيرًا أن المناطق المحررة يمكن أن تستفيد شيئًا بسيطًا في تصدير بعض موادها كالقمح والزيت، ولكن ذلك “يجب أن يكون تحت مظلة وزارة مالية تابعة للحكومة المؤقتة وبالتنسيق مع وزارة الداخلية في الحكومة أيضًا”. بحسب تعبيره
وأردف القاضي أنّ المعابر بين المنطقتين كانت موجودة من قبل ولكنها غير معلنة، وكان يتم تمرير البضائع والمواد منها بشكل سري وبكميات قليلة، ولكنّ هناك ضغوطًا تمارس لإعادة فتح المعابر بشكل علني.
الجدير بالذكر أنّ الدكتور أسامة القاضي هو مستشار اقتصادي وإداري ومالي دولي كندي الجنسية سوري المولد، قام بتدريس الاقتصاد والإدارة في الجامعات الأمريكية والإماراتية، ورئيس مجموعة عمل اقتصاد سوريا التي أنجزت سلسلة من ١٤ تقرير اقتصادي تحت اسم “الخارطة الاقتصادية لسوريا الجديدة “.
كما عمل ممثلًا لسوريا في جميع المؤتمرات الاقتصادية الخاصة بأصدقاء الشعب السوري الداعمة للمعارضة السورية المعنية بإعمار سوريا وتنميتها.
وتداولت وسائل إعلام عدة أمس الثلاثاء 21 أيلول/ سبتمبر، إقدام حركة ثائرون على افتتاح معبر “أبو الزندين” الواصل بين مناطق نظام الأسد ومناطق المعارضة السورية والذي تسيطر عليه الحركة التابعة للجيش الوطني.
ومعبر “أبو زندين” يربط بين مدينة الباب بريف حلب الشرقي، في منطقة عمليات “درع الفرات”، وبين مناطق سيطرة نظام الأسد، ويقع في الجهة الغربية لمدينة الباب، بالقرب من قرية الشماوية، التي تخضع لسيطرة النظام.
وذكر الباحث عباس شريفة أنّ نظام الأسد يجهز مبنى للجمارك في معبر أبو الزندين وسيكون مثلهما في سراقب والساحل السوري واعتبر أنّ مكمن الخطر من افتتاح المعابر سيكون بإصباغ شرعية سياسية على النظام، وخرق للعقوبات عليه وفك عزلته، كما ستدعم صموده أكثر أمام انهيار وضعه الاقتصادي، مؤكدًا أنّه لاحل لإفشالها إلا بمظاهرات شاملة
كما يرى محللون وناشطون سياسيون أنّ افتتاح المعابر بين المناطق المحررة ومناطق سيطرة نظام الأسد ستؤدي إلى فلتان أمني كبير في الشمال السوري، وستسمح للنظام بإدخال العملاء والجواسيس إضافة لإدخال المفخخات والعبوات الناسفة، كما سيسهم افتتاح المعابر بإغراق المنطقة بالمواد المخدرة والتي يعتبر نظام الأسد المصدر الأول لها في الشرق الأوسط والعالم.
كما ستسهم عملية تطبيع العلاقات التجارية مع نظام الأسد بدعم الرواية الروسية في ضرورة إخراج النظام من عزلته السياسية والاقتصادية، وتطبيع العلاقات معه.
وتوقع المحللون أنّ تعزز عملية تطبيع العلاقات التجارية مع نظام الأسد، الانحراف عن مسار جنيف والقرار 2254، نحو مسارات بديلة أخرى، وهو ما أعلنته الدول الراعية لعملية التطبيع صراحة.