فرنسا وأميركا يتقدمان بمبادرة لاستئناف المباحثات الداخلية بين الأحزاب الكردية في سوريا
كشفت صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية عن مبادرة قدمتها (فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية) لاستئناف المباحثات الداخلية بين الأحزاب الكردية في سوريا، وذلك بهدف إحياء المفاوضات التي توقفت منذ أوائل عام 2021.
وأفادت الصحيفة نقلًا عن مصادر كردية، أن المبادرة تتضمن “رؤية مشتركة لحل القضايا الخلافية”، وتهدف إلى إقناع قادة المجلس الوطني الكردي وأحزاب الوحدة الوطنية، بقيادة حزب الاتحاد الديمقراطي، بالجلوس إلى طاولة المفاوضات.
وأفادت المصادر بأن باريس وواشنطن قد ركزتا في اتصالاتهما مع قادة الأحزاب الكردية على أربع نقاط رئيسية، وهي: توحيد الموقف الكردي في سوريا، تعزيز وحدة الخطاب السياسي، العمل على تأسيس إدارة مشتركة، وتشكيل وفد كردي موحد للمشاركة في جميع الاجتماعات والمحافل الدولية المتعلقة بحل الأزمة في سوريا.
وأكد رئيس “المجلس الوطني الكردي”، سليمان أوسو، أن “الأميركيين والأوروبيين يدعمون استئناف هذه المفاوضات”، مشيرًا إلى أن لقاءاتهم الرسمية تؤكد على ضرورة وحدة الموقف الكردي ووحدة المعارضة السورية.
من جانبه، أوضح أمين عام حزب “اليسار الكردي”، محمد موسى، أن فرنسا والولايات المتحدة “تعملان على إعادة استئناف الحوارات الكردية”، بينما اعتبر عضو “الهيئة الرئاسية للحركة الكردستانية المستقلة”، زيد صفوك، أن هذه الجهود تأتي في إطار خفض التصعيد في شمال شرقي سوريا وتشكيل حكومة مشتركة.
ويذكر أن المفاوضات الكردية – الكردية بدأت في أوائل نيسان 2020 برعاية وزارة الخارجية الأميركية وإشراف مباشر من قائد “قوات سوريا الديمقراطية”، مظلوم عبدي، وقد عُقدت عشرات الاجتماعات بين الأطراف الكردية في قاعدة “استراحة الوزير” العسكرية المشتركة بين القوات الأميركية و”قسد” بريف الحسكة.
وخلال جولتين من المفاوضات، توصل الطرفان إلى اتفاق بشأن “الوثيقة السياسية” وإنشاء “مرجعية” تهدف إلى توحيد الرؤى والخطاب السياسي وإشراك “المجلس الوطني الكردي” في إدارة المنطقة، ومع ذلك، تعثرت المرحلة الثالثة من المفاوضات منذ تشرين الأول 2020، رغم الضغوط التي بذلتها الخارجية الأميركية على طرفي المفاوضات،
وذلك بسبب استمرار تصعيد حزب “الاتحاد الديمقراطي” وأجهزته الأمنية ضد “الوطني الكردي”، بما في ذلك حرق مقاره واعتقال وتهديد أعضائه ومسؤوليه بشكل متكرر، ومن الجدير بالذكر أن المساعي الأميركية والأوروبية فشلت على مدار الشهور الماضية في توفير المناخ المناسب لاستئناف المفاوضات المتعثرة بين “المجلس الوطني الكردي” وأحزاب “الوحدة الوطنية الكردية” التي يقودها حزب “الاتحاد الديمقراطي”.